هنيئًا لمكتشفي الذات وطوبى للخالدين..

]
هنيئًا لمكتشفي الذات .. وطوبى للخالدين.
بقلم الأب يوسف جزراوي
أكمل دراستة في إحدى جامعات أوربا.. لكن معظم المحيطين به أكتشفوا أن دراسته وخبرة السفر لم تُغير منه شيء، كل ما تغير فيه هو مظاهره الخارجية..فهو وبشهادة الكثيرين لم يتقن ولم يجيد لغة البلد الذي درس فيها،كما ولم تسمح له الجامعة بطبع اطروحته، وهذا ان دل فيدل على فشله في الدفاع عن أطروحة الدكتورا..وفي محاضراته تراه لا يجيد التحدث بكلمتين ويشتت المستمع.... فحدثني أحدهم قائلاً:"يقولون الشهادة في الخارج تصنع الإنسان... لكن صاحبنا مثلما ذهب عاد.. يالخسارة..".
أجبته: السفر خبرة وإكتشاف، وليس كل صاحب شهادة جامعية أو شهادة عليا، مثقف، بل الدراسة لا تصنع الإنسان ولا تصنع ثقافته وتكوينه.
بشيء أؤمن أن الإنسان هو باني نفسه وصانع ذاته بنفسه، فإنك بقدر ما تتعب على نفسك وتشتغل على ذاتك، بقدر ذلك ستنمو وتسمو وستحقق غاية وجودك الإنساني .
وصنع الذات هو حصيلة الإبحار في عمق الذات وتأمّلها، بحيث يكون ذاتك أعز صديق، ناهيك عن هو ثمرة دراسة وتعب وصلاة وعلاقات إنسانية بنّاءة، بل هو نتيجة فكر وحبّ وعطاء ...والأهم من ذلك كيفية الأستفادة من خبرات الحياة وكيفية التتلمذ في مدرسة الحياة.ولكن في رأيي الشخصي هناك ثلاثة أركان أخرى رئيسية تلعب دورًا في تكوين الإنسان:
الاولى: ( كشف الذات والقبول بها والتزامها وتحقيقها فيما ينصّب للصالح العام).
. الثانية: ( الثقافة) تثقيف الذات. ولا أقصد إنَّ كل متعلم وصاحب شهادة هو مثقف وذو آفاق رحبة.
الثالثة: ( الروحانية العميقة) وأقصد بها روحنة وإنسْنة الذات. فالغاية من وجودنا أن نكون إنسانيين، ونؤمن بالإنسان. وهذا لم ولن يحصل فيك بدون مراجعة الذات والتأمّل والإستماع للموسيقى. فللموسيقى دورًا فعالاً في إنسنة الإنسان.
يسوع يدعونا أن نحب القريب كحبنا لإنفسنا ، لأن من يؤمن بنفسه سيؤمن بالآخر. ومشكلة الكثيرين منا أنهم لا يؤمنون بالآخر لأنهم غرباء عن ذاتهم ولا يؤمنون بإنفسهم.
ومتى كشفت ذاتك وعرفت نفسك بوضح سيسهل عليك أن تعرف ماذا تريد وتتمنى وماذا ترجو، لأننا بقدر ما نرجو بقدر ذلك نصير . متى ما حصل فيك كل هذا ستكون من المبدعين. وما الإبدّاع؟
الإبداع: هو الخلق وإضافة شيء حسنٌ للوجّود. الإبداع أن تكون إنسانًا خلاّقًا. وليس من قبيل المُغالاة أن قلت: ليس جميع البشر خلاّقينَ، فالكثيرين منا باتو مستهلكين أكثر مما هم مُثمرين!!
وفي رأيي عناصر ثلاثة تلعب دورًا جوهريًا في الإبداع وما يرادّفه من فرادة وتميّز.، وهي:
. (مادتنا ، موضوعنا ، تعبيرنا):
مادتنا: ونحصرها في إثنين : الأولى تكمْن في ذاتنا، فأنا مع ما ذهبت إليه الفلسفة الحديثة: الذات أساس كل شيء. والثانية تكمْن في علاقة الحبّ مع الرب وتفحص الانجيل وهضمه بشكل سليم وصحيح في محاولة لترجمته لواقع حياة يعيشه إنسان وليس ملاكًا أو قديسًا، فالغاية من وجودنا هي تحقيق إنسانيتنا..
موضوعنا: هو أن يكون لك مبدا وقضية حياة تعيش في سبيلها.
[color=blue]تعبيرنا:يكمْن في أن تكون مؤمنًا بالإنسان لتكون من مُحبي العطاء وإسعاد الآخرين والعيش في سبيل الآخر مهما كان شكله أو لونه أو معتقده.
الخلود ولعّلي أوضحه في نقطتين ايضًا ( الأولى) بأن لا تكون ( مثل) أو نسخة من فلان، أي ألاَّ تقبل أن تكون رقمًا بين البشر. كن مُميزًا لتتميز فليس كل البشر مُميزين. وهذا التميز لا يأتي من فراغ، بلْ من فرادتك وتنوعك وخصوصيتك الذاتية وسَعيك في تحقيقك لذاتك. وليتك لا توظف التميز لنفخ الذات، بلْ تميز نابع من فرادتك وإستيعابك للحياة لتكون ذو رسالة فتكون من مكتشفي الحياة وصانعيها .
(الثانية) في مسيرة حياتك إنك تتلقي بالآخرين وتمْر في حياتهم، فتترك أثرًا عميقًا وبصّمة إيجابية في هذه الحياة.، أثرًا يجعلك خالدا فيهم ومن خلالهم.
سيقولون لك: خلودك في متعة الذات وما ينطوي عليه من أموال ومناصب وعلاقات خاصة... وربّما في الكراسي والألقاب وفي المظاهر الخارجية. يا لتعاستك لو صدقتهم. فليس من أحد سيؤبد على كرسيه ( فلو دامّت له لمْا ألتّ إليك).
فالأموال والمناصب والكراسي والألقاب لا تعطي قيمة وجوّدية للأشخاص، والأمثلة كثيرة والأسماء لا تحصّى وعلى أكثر من صعيد، والواقع الحالي يشهد على ما أقول. أؤمن أن الإنسان هو الذي يُعطي قيمة لذاته وللكرسي وللمنصب وللأحداث والحياة.. أملي ألا تجعل أغلى ما فيك منصبك أو ملابسك. بل كن غنيًا بذاتك وثريًا من عمقك ومن حسك الإنساني والروحي والثقافي.
لقد علمتني الحياة أن ثراء الإنسان وقيمته الوجودية ليست في أرصدته في البنوك وفي مظاهر الحياة الخداعة بل ثراءه في وقت الضيق، فعندما تتساقط دموعه كــم يـــد ستمتد لتمسحــها . هنا يكمن الغنى الحقيقي.
قارئي العزيز
قيمتك في كشف ذاتك و تحقيق خلودك يكمْن في عطائك وبحجم الآثر الأيجابي الذي ستتركه بعدك، وهذا لا يتم ولا يحدث فيك، إذا كنت فارغًا من المسيح.

أخيرًا وليس آخرًا أقول:
هنيئًا لمكتشفي الذات وصانعيها.. وهنيئًا للخالدين.. الذين يعون رسالتهم في الحياة، فيتمكنون من بصم بصمة مؤثرة في هذه الحياة. طوبى لك (لكِ) إذا تمكنت من أن تكون من الخالدين. [/u][/u][/size]

عاشت الايادي ابونا

يكمْن أن تكون مؤمنًا بالإنسان لتكون من مُحبي العطاء وإسعاد الآخرين والعيش في سبيل الآخر مهما كان شكله أو لونه أو معتقده

ابتي
ان الاغلبيه تعودت على السماع والتلقين ولهذا اصبحوا مستهلكين حتى في الايمان حيث يتوقف ايماننا عند محطة معينه لاننا اذا فقدنا الملقنين نوقفنا عن العطاء والابداع وهذه طريقة الشرق المعلم يشرح والطالب يسمع
ولم يسلم من هذا الداء الا بعض الكهنة المتميزين الذين قادوا طريق الرب بالبحث عنه
والقسم من الباحثين ومن مختلف الاختصاصات وهنا اتجه المؤمنين من هؤلاء الى البحث عن يسوع بطريقة الاستماع والمتابعة واضافة الجديد من خلال الكشف واعني التعرف على الذات كشفها لكي يستطيع المؤمن الانفتاح على الاخرين
للاسف لازال الكثير في الخط الاول الاعتماد على الاخرين وهنا يكون الفرد مجرد رقم للاسف الارقام كثيره،
وضاع الكثير من هذه الارقام هنا في بلاد الغربه نتيجة عدم معرفتهم للامور وتمييزها
دمت لنا ايها الراعي الصالح فقليلون هم من امثالك
لااستغرب من شخصك طالما ان اساتذتك
المرحوم حبي والمحبوب يوسف توما
محبتي واعتذر عن الاطاله

بشيء أؤمن أن الإنسان هو باني نفسه وصانع ذاته بنفسه، فإنك بقدر ما تتعب على نفسك وتشتغل على ذاتك، بقدر ذلك ستنمو وتسمو وستحقق غاية وجودك الإنساني .
وصنع الذات هو حصيلة الإبحار في عمق الذات وتأمّلها، بحيث يكون ذاتك أعز صديق، ناهيك عن هو ثمرة دراسة وتعب وصلاة وعلاقات إنسانية بنّاءة، بل هو نتيجة فكر وحبّ وعطاء ...والأهم من ذلك كيفية الأستفادة من خبرات الحياة وكيفية التتلمذ في مدرسة الحياة

كاتب محنك ومفكر رائع

نشكرك يا ابونا الغالي على ابداعتك المتواصلة

المحامي سلاف

ابونا الشي الاساسي في تكوين الانسان هو ان يكشف ذاته وان يقبلها لكن يمكن اغلب الناس بعيده عن كشف ذاتها وتحقيقها او ميعرف يكتشفها
لاتجعل اغلى مافيك ملابسك او منصبك بل كن غنيا بذاتك وثريا من عمقك ومن حسك الانساني والروحي والثقافي عاشت ايدك عل الكلام الي اكثر من روعه

مشكور ابونا على الموضوع

لقد علمتني الحياة أن ثراء الإنسان وقيمته الوجودية ليست في أرصدته في البنوك وفي مظاهر الحياة الخداعة بل ثراءه في وقت الضيق، فعندما تتساقط دموعه كــم يـــد ستمتد لتمسحــها . هنا يكمن الغنى الحقيقي.

الله يقويك رابي
مينا

عاشت ايدك ابتي على المقل الرائع

موضوع مميز
أهنئك ابونا العزيز على افكارك وكتاباتك

موضوع رائع يستحق القراءة

الله لا يحرمنا من ابداعاتك

موضوع رائع..عـــاشت الايادي ابونا

موضوع في غاية الروعة ...
فقد بات شيء معلوم انه لا تخلو كتاباتك ومواضيعك من التميز والابداع وحسن الاختيار
لامور تحاكي حياة الانسان بصورة عامة والمسيحي بصورة خاصة وفي كل المجالات .

اعجبتني هذه الفقرة التي سردتها سلفاً لانها تمسني نوعا ما:

الخلود ولعّلي أوضحه في نقطتين ايضًا ( الأولى) بأن لا تكون ( مثل) أو نسخة من فلان، أي ألاَّ تقبل أن تكون رقمًا بين البشر. كن مُميزًا لتتميز فليس كل البشر مُميزين. وهذا التميز لا يأتي من فراغ، بلْ من فرادتك وتنوعك وخصوصيتك الذاتية وسَعيك في تحقيقك لذاتك. وليتك لا توظف التميز لنفخ الذات، بلْ تميز نابع من فرادتك وإستيعابك للحياة لتكون ذو رسالة فتكون من مكتشفي الحياة وصانعيها .
(الثانية) في مسيرة حياتك إنك تتلقي بالآخرين وتمْر في حياتهم، فتترك أثرًا عميقًا وبصّمة إيجابية في هذه الحياة.، أثرًا يجعلك خالدا فيهم ومن خلالهم.

لك الشكر الجزيل ابتي بوركت وبورك قلمك

تحياتي

ابونا الحلو
مواضيعك حلوة مثلك ومميزة مشتاقين للمواعظ مالتك ولقداديسك وللموسيقى الي كنت تخليها بالقداس
الله يقويك

دومك مميز ومبدع