نعرفه بشفاهنا فقط
من كتاب قصص روحيّة وإجتماعية للأب يوسف جزراوي 2009
وقف شابّ أمام جمهور من الناس يقرأ بصوت قوي وجهور ولهجة خطيب المزمور 23:" الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء..". فصفق له الجمهور بحرارة.
تقدّم بعده كاهنٌ جليل إلى المنصّة وأخذ يقرأ بلهجة مؤثّرة وخاشعة:" الربّ راعيّ فلا يعوزني شيء....". وسادَ صمت وهدوء وشعر الناس أنّهم يُصلّون. ولما أنتهى االكاهن عاد الشابّ إلى المنصّة ونظر إلى الناس وقال: "هل تعرفون ما الفرق بيني وبين هذا الأب الجليل؟!
أنا أعرف المزمور، أمّا هو فيعرف الراعي ....!
الحكمة: كثيرون هم الذين يتكلمون عن الرب، لكنّهم يعرفونه فقط بشفاههم، أما قلوبهم فهي بعيدة كل البعد عنه. كثيرًا ما نتكلم عن الله، ولكنّ نادرًا مما نعمل أعماله ونطبق وصاياه الواردة في الكتاب المُقدس. فصدق القديس يعقوب بقوله أرني اعمالك سوف اعرف إيمانك.
أجمل ما نقوله لمن نحبّ: أنت كل شيء لي في هذه الدنيا، لا معنى لحياتي بدونك، وهذا يعني أنني فقير وضعيف جدًا بدونك. ونحن بمعرفتنا وحبنا لله نردد القول ذاته: أنت ربي وكل ما أملك ولا معنى لحياتي من دونك، أنت يا يسوع فرحي وبهجتي وسروري وعزائي، أنت المحبة، وفقط المحبة. أجعل منا أُناس صلاة وأعمال لا أُناس كلام ....
ساعدنا يارب للتقرب منك ومعاينة بهائك وترجمة تعاليمك لافعال حبّ واحسان.