صحن خشب
من كتاب قصص روحيّة وإجتماعيّة للأب يوسف جزراوي هولندا2009
[color=red]كان لأب إبنًا وحيدًا، إعتنى وتعب في تربيته، فكبُر الولد وتزوج، وسكن الأب مع إبنه في نفس البيت، إذ لم يكن له أي مكان آخر للسكن. كبر ذلك الأب وساءت صحته، إذ أصيب بمرض عصبي، وأصبحت يداه ترتجفان ورأسه يهتز من شدة المرض، فكان كثيرًا ما يقع الطعام منه، وهو يحاول أن يضعه في فمه، وأحيانًا إذا ما ارتجفت يداه كثيرًا وقع منه الصحن على الأرض منكسرًا.
فإتفق إبن ذلك الرجل وزوجته أن يَجلسوا الأب في زاوية من المطبخ على طاولة مُنفردًا، بينما هما مع إبنهما الصغير يأكلان مع بعض على الطاولة الكبيرة. وصنع لأبوه صحن من خشب ليأكل فيه، حتى إذ وقع من يده على الأرض لا ينكسر.
لم يُقدم الأب أي إحتجاج، لكن كان في فمه غصة صامتة... مرّت الأيام، وذات يوم وبينما الولد الصغير يلعب، وجد قطعة من الخشب، فأخذ يلعب بها محاولاً أن يصنع منها شيئًا. فسألهُ والديه، ماذا تريد أن تصنع منها؟ [/color]فأجابهما: أحاول أن أصنع منها صحنًا أقدمه لكم هدية عندما أكبر وتكبران معي. لدى سماعهما ما قاله لهما إبنهما الصغير، أخذ ذلك الشاب وزوجته يبكيان، وأتجها نحو ذلك الأب المُسن وبكل رفق أخذاه من طاولته المنفردة واجلساه معهما على نفس المائدة ليأكلا سوية.
الحكمة: يقول الكتاب المقدس:"أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك". (خروج 20: 12).
علينا أن نهتم بهم في كبرهم وشيخوختهم كما اهتموا هم بنا في صغرنا.
"يا بُنيّ أعنْ أباك في شيخوخته ولا تحزنْه في حياته" (أبن سيراخ 3 : 12).