نظرتنا عاكسة لنا أكثر من كونها كاشفة للآخر
الأب يوسف جزراوي
أنتقل رجل مع زوجته إلى منزل جديد، وفي صبيحة اليوم الأول وبينما كانا يتناولان وجبة الافطار، قالت الزوجة لزوجها مُشيرة من خلف زجاج النافذة المُطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما، أنظر يا عزيزي أن غسيل جارتنا ليس نظيفًا. لأ بُدّ انها تشتري مسحوقًا رخيصًا ، ودأبت الزوجة على القاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر آلغسيل. وبعد شهر إندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفًا على حبال جارتها وقالت لزوجها: أنظر..لقد تعلمت جارتنا أخيرًا كيف تغسل الغسيل!!
فأجاب الزوج: عزيزتي لقد نهضت مُبكرًا هذا الصباح ونظفتُ لكِ زجاج النافذة لكي تنظرين منها جيدًا وبوضوح.
الحكمة: نستفيد من هذه القصّة بأننا غالبًا مما نحسن مُشاهدة عيوب الآخَرين ولا نفطن ولا نحسن مُشاهدة عيوبنا.
إنَّ النظرة التي نُسلطها ونوجهها على الآخر ليست نظرة موضوعية، بل نظرة ذاتية ، عاكسة لنا أكثر من كونها كأشفة للذي ننظر إليه ونتحاور معه، فالإناء ينضح بما فيه. قل لي كيف تنظر سأقول لك من أنت. ونحن في العادة نتقد أنفسنا من خلال نقدنا للآخر، لأننا غالبًا ما نهرب من مواجهة ذاتنا، فنصفي الحساب معه، من خلال إنتقادنا للآخر.
أصلح عيوبك أولاً قبل أن ترى عيوب آلآخَرين. نظف عيونك لترى كل شيء جميل ونقي. طهر قلبك وفكرك كي لا ترى البياض سوادًا.
يقول ربّنا يسوع المسيح:
" سراج الجسد العين. فاذا كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا، وإذا كانت شريرة فجسدك يكون مظلمًا"(لوقا 11: 34).
"مَا بَالُكَ تنظر القذَى في عَيْنِ أخيكَ ولا تَفْطَنُ تفطنُ للخَشبةِ التي في عَيْنِكَ" (متّى 7: 3).