Father yousif jazrawy
اهلا بك في منتديات الاب يوسف جزراوي , ان كنت مسجل عندنا فيرجى التعريف بنفسك وان لم تكن فيشرفنا انضمامك الى عائلتنا المتواضعة
Father yousif jazrawy
اهلا بك في منتديات الاب يوسف جزراوي , ان كنت مسجل عندنا فيرجى التعريف بنفسك وان لم تكن فيشرفنا انضمامك الى عائلتنا المتواضعة
Father yousif jazrawy
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Father yousif jazrawy

كتابات روحية وإجتماعية وتاريخية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» قصة نعرفه بشفاهنا فقط
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالخميس ديسمبر 02, 2010 12:50 am من طرف الأب يوسف جزراوي

» قصة صحن الخشب
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالأحد نوفمبر 28, 2010 3:05 pm من طرف الأب يوسف جزراوي

» الإنسان يولد مرتين
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالخميس نوفمبر 25, 2010 4:24 pm من طرف الأب يوسف جزراوي

» نظرتنا عاكسة لنا أكثر من كونها كاشفة للآخر
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 22, 2010 5:12 am من طرف الأب يوسف جزراوي

» الإنسان يُقول ذاته .... بكلمات
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالخميس نوفمبر 18, 2010 4:32 pm من طرف الأب يوسف جزراوي

» الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 17, 2010 2:12 pm من طرف الأب يوسف جزراوي

» الإنفتاح الإنساني مُغامرة كبرى
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 16, 2010 1:56 pm من طرف الأب يوسف جزراوي

» هل تقاعد يسوع وأصبح الخلاص مُجرد ذكرى؟
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 3:52 am من طرف شهرزاد فائق

» صلاتنا لغة الحُبّ
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالخميس أكتوبر 07, 2010 12:02 am من طرف مارتا

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأب يوسف جزراوي
صاحب الامتياز
صاحب الامتياز
الأب يوسف جزراوي


ذكر عدد المساهمات : 109
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
الموقع : عصارة فكر وعمق الذات وخلجات النفس

الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Empty
مُساهمةموضوع: الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته   الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 17, 2010 2:10 pm

الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته
بقلم الأب يوسف جزراوي

أنهيتُ مُحاضرتي لمجموعة مُباركة من الشباب والشابات في العاصمة البلجيكية بروكسل، وقبل أن أغادر القاعة قصدني أحد شبابي قائلاً:" حديثك اليوم يا أبونا قلّبَّ عليَّ المواجع والذكريات.... فكيف هو السبيل لكي أغلق كل النوافذ على الماضي وذكرياتي، لكي أنسى ولا أتذكر..".
حاولت أن أفهمه أن ماضينا وذكرياتنا السلبية أو الإيجابية هي جزء أصيل من تكويننا وتاريخنا الإنساني، لكن محاولتي ذهبت سدى؛ فالشاب كان يبغي حلاً جاهزًا.. وكأن المسألة هي مسألة سحرية فورية، كن فيكن!
حينها حملت حقيبتي وأصطحبتُ آلتي الموسيقية ( الكمان)، فقصدت إحدى حدائق بروكسل الهادئة، ووسط برود الطقس وظلام الليل وهدوء الطبيعة، شرعت أعزف بآلتي، فانشدتُ لحنًا بعث في نفسي الدفئ والسلام، فسحبت قلمي وسجلت بعص الأفكار والكلمات ... وأكملت ما تبقى منها مع بزوغ الشمس في صومعتي، فرسمت صورة إنسانية تمس حياة كل إنسان، وهي: الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته.
ولنتأمل الأفكار معًا خطوة خطوة :

نتحسر ونتأسف لأننا نتذكر

ألا تتفقون معي في هذا التشخيص إذا قلت
: أننا لا نُدرك أبعاد الخبرات الحياتية التي عشناها ونعيشها، ولا يمكننا فهمها وهظمها ولا يسعنا أن نفهم إرادة الله منها إلاّ بعد إنتهائها. إذ في حينها نكون مُصابون ببعد نظر. فالأشياء والأحداث والمواقف والتجارب الشخصية تظهر معانيها حالما نبتعد عنها بالزمن. فكم من مواقف وأحكام وقرارات أتخذناها كنا نظن بأنها صائبة في حينها وتدور في مصلحتنا، ولكن مع مرور الأيام أدركنا ولمسنا لمس اليد، أن ما كنا نظنه صائبًا في الأمس بات خطئًا جسيمًا اليوم. هكذا هو الإنسان لا يدرك خطئه في حينه ألا بعد برهة من الزمن.
حق من حقوقنا كناس أن يكون لنا ذكريات نتذكرها، لأننا ناس، بشر، من لحم ودم، لذا نحن نتذكر لأننا واعين، وذكرياتنا هي ما هظمه الوعي لتنحفر في الأعماق.
مَن منّا يستطيع أن ينسى موتاه، أو عزيز فقده؟ فربّما مشاغل الحياة وسرعة إيقاعها يجعلنا منشغلين ومتناسين، ولكن هناك مواقف ولحظات ترجع بنا عجلة الزمان لتستفيق بها الذكريات من سباتها لتغدو حاضرة في كأس حياتنا فنود الأستقاء منها وشربها إلى آخر قطرة.
الإنسان كائن يتذكرـ ولأنه يتذكر فمن الطبيعي أن يتأسف ويتألم ويتحسر على ذكريات الأمس ويحن لها، ولأن الإنسان يتذكر، تراه يحن، فشعور الحنين ينبع من تذكر ذكرياتنا.
من الأسئلة التي تقع على مسامعي دائمًا: ذكرياتنا،هل نحن من يتحكم فيها ؟ أم هي من تتحكم فينا؟
سؤال صعب والإجابه عنه أصعب، فالمسالة مُتباينة من شخص إلى آخر، ومُتباينة بمقدار عمق وحجم المعاني التي تحتويها ذكريات كل إنسان. لكنني أكتفي بالقول: إن ذكرياتنا ستظل تُطاردنا وترافقنا ما حيينا بين الحين والحين حسب قوتها وعمق معانيها وتأثيرها في نفوسنا. أعطيكم مثالاً المحبين يحملون بعضهم البعض في أعماقهم رغم بعد المسافات وتعثرات الظروف، وربما رغم الفراق والشروع في بدايات جديدة، فهناك لحظات خالدة تبقى محفورة في الأعماق ترافقنا إلى اللحد.
أؤمن أن التذكر علامة على الوفاء والحنين. وكم جميل أن يتذكر واحدنا مواقف وأشخاص وأحداث كانوا موجودين في قطار حياته، فقطار العمر يحتوي على ركاب شتى، ولكن قليلون هم الذين نتذكرهم.
يا ترى لماذا؟ لأن هناك معاني مست القلب، وما يمس القلب يبقى خالدًا، فالأشياء الحقيقية والجميلة تدوم أبدًا.
هناك مواقف وأحداث وشخصيات محفورة في أعماقنا، نسترجعها خلال مواقف حياتية أو في ظروف ما أو مشاهد تلفزونية، فلم- أغنية- موسيقة-ذكرى ما -منظر معين.. فتدفع ببعض الذكريات المطمورة للإستيقاظ والحنين فتغدو حاضرة معنا.

لذكرياتنا وجهان مختلفان
غالبًا ما نجد أن ذكريات الماضي مُسيطره علينا لدرجه كبيره فتأثر على حاضرنا ومستقبلنا وتتحكم في توجهات حياتنا وعلاقاتنا بكل مستوياتها ومفاهيمها.
الحياة لا يمكن أن نصل إلى حاضرها دون أن نعيش ماضيها والذي يؤثر مؤكدًا في حاضرنا ومستقبلنا لانه مخزن التجارب و الخبرات، لكن علينا ألا نستخدم هذا المخزن للحزن وإجترار الماضي والتأسف عليه، بل للإستعانة به والتعلم منه دروسًا وعبرًا والتألم منه أحيانًا.
فالزمن عبارة عن سلسلة مرتبطة ببعضها فلا يمكننا فصل أحداها عن الآخرى لان الواحدة مكملة للثانية.
أبأس أن تحن للماضي وتسترجع بعض الذكريات الجميلة، ولكن أن تجتر الماضي وتعيش في ظلاله هنا ستكون الماسأة.
بعض المُحبين عندما يفشلون في خبرة ما يشرعون أو يعوضون بحب جديد فيحبون في اللاوعي الحبيب الأول من خلال الحبيب الثاني. وكثيرون من المهاجرين في بلاد الغربة والإغترب لا يتكيفون مع المجتمع الجديد لانهم يتذكرون ويستذكرون بلدانهم.
تعرفت على أحد الزملاء العراقيي في بلاد الغربة، بمقدورك أن تميزه ليس من مظهره ولون بشرته، بل من تصرفاته التي تعطيك إنطباعًا أن هذا الشخص لا يزال يعيش وكأنه في العراق . هذا هو الوجه السلبي للتذكر.
ومن الوجه السلبي للتذكر أذكر أيضًا : عندما تسأل مُعظم الشعوب عن ماضيهم وماضي بلدانهم تراهم يتهربون منه ولايحبذون تذكره،لانهم أولاد الحاضر الذي هو أفضل من ماضيهمن بسبب أنهم تعلمو من خبرات الأمس، لبناء حاضر أفضل. ووحده العراقي من يبكي على الأطلال وتراه مهووس بل مخطوف بعقلية الحنين للماضي،لأن حاضره أسوء من ماضيه.
لقد تعلمت أحترام التاريخ ومعطياته للإستفادة منه كخبرة للحاضر والمستقبل، لكنني لم ولن أنشى ذاتي لكي أكون من عبدة التاريخ ومن الذين يعيشون فيه مُتناسين الحاضر.

ذكرياتنا هي تاريخنا
أقدم لكم هذه المثال لنوضح الأفكار أكثر من دون تعقيد وتركيب: ذكرياتنا هي أشبه بوقوفنا على رصيف المحطة لنرى القطار يمر مُسرعًا، ونحن لا نقوى على عمل شيء سوى النظر إليه.
ذكرياتنا هي القطار الذي يمر سريعًا ويبتعد، هكذا نحن لا نملك ألا أن نرى ماضينا وذكرياتنا وتاريخنا الشخصي وخبراتنا وتجاربنا السابقة. ولكن علينا ألا نكتفي بالمشاهدة بل نتقل إلى مرحلة التأمل والوعي والتعلم.
إن ماضي الإنسان وذكرياته هما تاريخه وخبراته التي لا يمكن أن ننكرها ونتنكر لها سواء كانت جميلة أو أليمة، ولأن ذكريات الماضي ما هي إلاّ دروس واقعية تنفعنا في حاضرنا ومستقبلنا، فعلينا أن نتعلم منها دون أن نقف عندها لنبكي عليها أو نكون سجناء وعبيدًا لتلك الذكريات بكل ما تحمله من معاني إيجابية أو سلبية.
ولأن النسيان أمر نسبي، يختلف من شخص لآخر ويختلف أيضًا من موقف لآخر، لذا علينا الإجتهاد لنكتسب القوة والقدرة لمتابعة حياتنا دون أن نجعل تلك الذكريات بحلوها أو مرها هي نقطة النهاية التي نقف عندها عاجزين عن الإستمرار والمتابعة.
ولكن هذه السطور ليس من السهولة تحويلها إلى واقع ومنهج حياة، فلكل شيء في الحياة له ثمنه ، فربما سنتألم وننسحق ألمًا وحنينًا، لذا علينا أن نشتغل على ذاتنا كثيرًا لنتمكن من تحويل هذه السطور لمنهج حياة. وهنا يلعب الإيمان والعلاقة مع الرب دورًا كبيرًا في الشفاء من ذكريات الأمس وما ينطوي عليها من معاني متنوعة.

تأمل في الواقع
في المدارس العراقية والمعاهد والجامعات يعدون الطلبة لكي يثمروا في المستقبل. دون أن يعلموهم أن شجرة الغد هي حصيلة ثمرة الأمس واليوم.
وسؤال الأهل لإولادهم ماذا تُريدون أن تكونوا في المُستقبل؟ دون أن يسألوهم ماذا تودون أن تكونوا اليوم؟
لستُ متفقًا مع الحكمة القائلة: " هناك ذكريات من الجيد تذكرها وأخرى من الجيد نسيانها". رجاءًا لا تنبذوا ماضيكم بايجابياته وسلبياته، ولا تهربوا من حاضركم في تذكر ذكريات الماضي، أو الغوض في أحلام ومشاريع المستقبل. فماضينا وحاضرنا هما حجر أساس مُستقبلنا.
كم هو جميل فن العمارة اليوم، فغالبًا ما نقف مندهشين أما جمال إحدى المباني وناطحات السحاب، ولكن أتعلمون أن جمالها اليوم هو نتيجة لتصاميم الأمس التي كانت خطوط على ورق.
وليس بمقدور الرياضي أن يحصد الكأس أو الميدالية الذهبية في المستقبل، أن لم يتمرن جيدًا ويتعلم كيف يتجاز أخطاءه، هكذا علينا أن لا ننغلق على ماضينا بل نتذكره لكي نصنع حاضرًا أفضل.
إن كل تجاربنا وما نمر به في حياتنا ما هو إلا دلائل وإشارات لطريق المستقبل الذي يجب أن نحرص دائمًا على أن يكون أفضل، وأن نتعلم من أخطائنا وأحزاننا كيف هو طعم ومذاق السعادة، وألا نجعل الأحزان والهموم تشدنا إلى الهاوية والقاع، وإلا فالنتيجة لن تكون إلا تراجعًا، يليه تراجع لا ينتهي أبدًا، فنقف عاجــزين مكبلين عن التقدم والاستمرار ، فأن كان لغروب الشمس سحر فاتن إلا أن لشروقها معنى أجمل.
فلا تقف عن ظلال غروب شمس الذكريات، بل تأملها لتتمتع وتقيم شروق شمس الحاضر. ويكفينا شرف المحاولة. فالطفل يتعلم السير بعد سقطات والألام وتعثرات لا تحصى.
جميل أن يكون لدينا ذكرى جميلة وبصمة إيجابية في حياة الاخر.
سؤال للمناقشة أتريد أن يهرب الآخر من ذكراك وتضطرب نفسه بذكراك؟ أم يتذكرك بالخير وتستطيب ذاته لذكراك؟
خلاصة
إن الإنسان الذي لا يتذكر ولا يقف وفاءًا لذكرى الآخرين ومواقفهم النبيلة في حياته فهو بلا ماضي وبلا تاريخ، ومن لا ماضي له هو أشبه ببيت مبني على الرمل أو خالي من الأساس، بل أن أعماقه أشبه بفندق يقصده السواح والزوار لكنهم لا يستقرون فيه.
لقد علمتني الحياة أن من لا يقف ويعود للوراء ليُقيم شريط حياته لن يتقدم، فلا تخشى إذا رجعت خطوة للوراء، لأن السهم يحتاج أن ترجعه خطوات للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام هكذا نحن علينا أن نحترم ماضينا ونثمنه لكي يكون نقطة إنطلاقة جديدة لنا، بل لنتعلم منه الدروس والعبر لنعيش حاضرنا ومستقبلنا لكي يكون لنا حضور فعال في الحياة. فما أكثر الحاضرون الغائبون!!
أخيرًا وليس آخرًا
لكل إنسان ذكريات جميلة ومؤلمة، ذكريات خالدة وعابرة، ولكنها تبقى ذكريات. أن ماضينا وما يحتويه من ذكريات أشبه بحقيبة صغيرة نحملها على ظهرنا، لكنه يبقى خلفنا وإن كنا نحمله معنا، ومن يستمر في النظر للخلف لن ينمو ولن يتقدم وسيضيع منه سعادة الحاضر ودهشته وما يعرضه عليه من جديد.... فمن عاش على الذكريات أصبح ذكرى إنسان!
الإنسان ذكرى، ولكل منّا ذكرياته الخالدة سوأ كانت مفرحة أم محزنة. ولكن اؤمن أن لاوجود لإنسان ينسى ذكرياته الخالدة . فثمّة قناعة بداخلي: إن ما يمسُّ القلبَ يبقى ويغدو جزءًا من ذاتك ومن تكوينك ، إن كان مفرحًا أم محزنًا.
ستقولون: إننا ننسى أفراحنا بسرعة لأنها سريعة الزوال، أما الأحزان فهي محفورة في القلب ورفيقة الإنسان. أوافقكم الرأي ، ولكن صدقوني إننا لا ننسى ذكرياتنا المفرحة والمحزنة المؤلمة كانت، فإن مسّت القلبَ باتت خالدة وحاضرة دائمًا معنا.
جميل أن تتذكر الآخرين ويتذكرونك هم أيضًا بالخير.

صلاة:
يا رب يمر قطار العمر خلال رحلة الحياة بمحطات كثير ومتنوعة وفي كل محطة هناك ركاب ينزلون وركاب يصعدون، ولكل راكب بصمة وأثر مهما كان شكله أو نوعه .... ما يهمني ان تكون أنت يا يسوع الراكب الوحيد الذي يرافقني إلى نهاية الرحلة يا رب لقاء وفراق هو واقع الحال.... ولكن لقائي بك حضور ورجاء أبدي.


عدل سابقا من قبل الأب يوسف جزراوي في الأربعاء نوفمبر 17, 2010 2:51 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأب يوسف جزراوي
صاحب الامتياز
صاحب الامتياز
الأب يوسف جزراوي


ذكر عدد المساهمات : 109
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 19/06/2010
الموقع : عصارة فكر وعمق الذات وخلجات النفس

الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته   الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 17, 2010 2:12 pm

الأب يوسف جزراوي كتب:
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته
بقلم الأب يوسف جزراوي

أنهيتُ مُحاضرتي لمجموعة مُباركة من الشباب والشابات في العاصمة البلجيكية بروكسل، وقبل أن أغادر القاعة قصدني أحد شبابي قائلاً:" حديثك اليوم يا أبونا قلّبَّ عليَّ المواجع والذكريات.... فكيف هو السبيل لكي أغلق كل النوافذ على الماضي وذكرياتي، لكي أنسى ولا أتذكر..".
حاولت أن أفهمه أن ماضينا وذكرياتنا السلبية أو الإيجابية هي جزء أصيل من تكويننا وتاريخنا الإنساني، لكن محاولتي ذهبت سدى؛ فالشاب كان يبغي حلاً جاهزًا.. وكأن المسألة هي مسألة سحرية فورية، كن فيكن!
حينها حملت حقيبتي وأصطحبتُ آلتي الموسيقية ( الكمان)، فقصدت إحدى حدائق بروكسل الهادئة، ووسط برود الطقس وظلام الليل وهدوء الطبيعة، شرعت أعزف بالتي، فانشدتُ لحنًا بعث في نفسي الدفئ والسلام، فسحبت قلمي وسجلت بعص الأفكار والكلمات ... وأكملت ما تبقى منها مع بزوغ الشمس في صومعتي، فرسمت صورة إنسانية تمس حياة كل إنسان، وهي: الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته.
ولنتأمل الأفكار معًا خطوة خطوة :
نتحسر ونتأسف لأننا نتذكر
ألا تتفقون معي في هذا التشخيص إذا قلت
: أننا لا نُدرك أبعاد الخبرات الحياتية التي عشناها ونعيشها، ولا يمكننا فهمها وهظمها ولا يسعنى أن نفهم إرادة الله منها إلاّ بعد إنتهائها. إذ في حينها نكون مُصابون ببعد نظر. فالأشياء والأحداث والمواقف والتجارب الشخصية تظهر معانيها حالما نبتعد عنها بالزمن. فكم من مواقف وأحكام وقرارات أتخذناها كنا نظن بأنها صائبة في حينها وتدور في مصلحتنا، ولكن مع مرور الأيام أدركنا ولمسنا لمس اليد، أن ما كنا نظنه صائبًا في الأمس بات خطئًا جسيمًا اليوم. هكذا هو الإنسان لا يدرك خطئه في حينه ألا بعد برهة من الزمن.
حق من حقوقنا كناس أن يكون لنا ذكريات نتذكرها، لأننا ناس، بشر، من لحم ودم، لذا نحن نتذكر لأننا واعين، وذكرياتنا هي ما هظمه الوعي لتنحفر في الأعماق.
مَن منّا يستطيع أن ينسى موتاه، أو عزيز فقده؟ فربّما مشاغل الحياة وسرعة إيقاعها يجعلنا منشغلين ومتناسين، ولكن هناك مواقف ولحظات ترجع بنا عجلة الزمان لتستفيق بها الذكريات من سباتها لتغدو حاضرة في كأس حياتنا فنود الأستقاء منها وشربها إلى آخر قطرة.
الإنسان كائن يتذكرـ ولأنه يتذكر فمن الطبيعي أن يتأسف ويتألم ويتحسر على ذكريات الأمس ويحن لها، ولأن الإنسان يتذكر، تراه يحن، فشعور الحنين ينبع من تذكر ذكرياتنا.
من الأسئلة التي تقع على مسامعي دائمًا: ذكرياتنا،هل نحن من يتحكم فيها ؟ أم هي من تتحكم فينا؟
سؤال صعب والإجابه عنه أصعب، فالمسالة مُتباينة من شخص إلى آخر، ومُتباينة بمقدار عمق وحجم المعاني التي تحتويها ذكريات كل إنسان. لكنني أكتفي بالقول: إن ذكرياتنا ستظل تُطاردنا وترافقنا ما حيينا بين الحين والحين حسب قوتها وعمق معانيها وتأثيرها في نفوسنا. أعطيكم مثالاً المحبين يحملون بعضهم البعض في أعماقهم رغم بعد المسافات وتعثرات الظروف، وربما رغم الفراق والشروع في بدايات جديدة، فهناك لحظات خالدة تبقى محفورة في الأعماق ترافقنا إلى اللحد.
أؤمن أن التذكر علامة على الوفاء والحنين. وكم جميل أن يتذكر واحدنا مواقف وأشخاص وأحداث كانوا موجودين في قطار حياته، فقطار العمر يحتوي على ركاب شتى، ولكن قليلون هم الذين نتذكرهم.
يا ترى لماذا؟ لأن هناك معاني مست القلب، وما يمس القلب يبقى خالدًا، فالأشياء الحقيقية والجميلة تدوم أبدًا.
هناك مواقف وأحداث وشخصيات محفورة في أعماقنا، نسترجعها خلال مواقف حياتية أو في ظروف ما أو مشاهد تلفزونية، فلم- أغنية- موسيقة-ذكرى ما -منظر معين.. فتدفع ببعض الذكريات المطمورة للإستيقاظ والحنين فتغدو حاضرة معنا.

لذكرياتنا وجهان مختلفان
غالبًا ما نجد أن ذكريات الماضي مُسيطره علينا لدرجه كبيره فتأثر على حاضرنا ومستقبلنا وتتحكم في توجهات حياتنا وعلاقاتنا بكل مستوياتها ومفاهيمها.
الحياة لا يمكن أن نصل إلى حاضرها دون أن نعيش ماضيها والذي يؤثر مؤكدًا في حاضرنا ومستقبلنا لانه مخزن التجارب و الخبرات، لكن علينا ألا نستخدم هذا المخزن للحزن وإجترار الماضي والتأسف عليه، بل للإستعانة به والتعلم منه دروسًا وعبرًا والتألم منه أحيانًا.
فالزمن عبارة عن سلسلة مرتبطة ببعضها فلا يمكننا فصل أحداها عن الآخرى لان الواحدة مكملة للثانية.
أبأس أن تحن للماضي وتسترجع بعض الذكريات الجميلة، ولكن أن تجتر الماضي وتعيش في ظلاله هنا ستكون الماسأة.
بعض المُحبين عندما يفشلون في خبرة ما يشرعون أو يعوضون بحب جديد فيحبون في اللاوعي الحبيب الأول من خلال الحبيب الثاني. وكثيرون من المهاجرين في بلاد الغربة والإغترب لا يتكيفون مع المجتمع الجديد لانهم يتذكرون ويستذكرون بلدانهم.
تعرفت على أحد الزملاء العراقيي في بلاد الغربة، بمقدورك أن تميزه ليس من مظهره ولون بشرته، بل من تصرفاته التي تعطيك إنطباعًا أن هذا الشخص لا يزال يعيش وكأنه في العراق . هذا هو الوجه السلبي للتذكر.
ومن الوجه السلبي للتذكر أذكر أيضًا : عندما تسأل مُعظم الشعوب عن ماضيهم وماضي بلدانهم تراهم يتهربون منه ولايحبذون تذكره،لانهم أولاد الحاضر الذي هو أفضل من ماضيهمن بسبب أنهم تعلمو من خبرات الأمس، لبناء حاضر أفضل. ووحده العراقي من يبكي على الأطلال وتراه مهووس بل مخطوف بعقلية الحنين للماضي،لأن حاضره أسوء من ماضيه.
لقد تعلمت أحترام التاريخ ومعطياته للإستفادة منه كخبرة للحاضر والمستقبل، لكنني لم ولن أنشى ذاتي لكي أكون من عبدة التاريخ ومن الذين يعيشون فيه مُتناسين الحاضر.

ذكرياتنا هي تاريخنا
أقدم لكم هذه المثال لنوضح الأفكار أكثر من دون تعقيد وتركيب: ذكرياتنا هي أشبه بوقوفنا على رصيف المحطة لنرى القطار يمر مُسرعًا، ونحن لا نقوى على عمل شيء سوى النظر إليه.
ذكرياتنا هي القطار الذي يمر سريعًا ويبتعد، هكذا نحن لا نملك ألا أن نرى ماضينا وذكرياتنا وتاريخنا الشخصي وخبراتنا وتجاربنا السابقة. ولكن علينا ألا نكتفي بالمشاهدة بل نتقل إلى مرحلة التأمل والوعي والتعلم.
إن ماضي الإنسان وذكرياته هما تاريخه وخبراته التي لا يمكن أن ننكرها ونتنكر لها سواء كانت جميلة أو أليمة، ولأن ذكريات الماضي ما هي إلاّ دروس واقعية تنفعنا في حاضرنا ومستقبلنا، فعلينا أن نتعلم منها دون أن نقف عندها لنبكي عليها أو نكون سجناء وعبيدًا لتلك الذكريات بكل ما تحمله من معاني إيجابية أو سلبية.
ولأن النسيان أمر نسبي، يختلف من شخص لآخر ويختلف أيضًا من موقف لآخر، لذا علينا الإجتهاد لنكتسب القوة والقدرة لمتابعة حياتنا دون أن نجعل تلك الذكريات بحلوها أو مرها هي نقطة النهاية التي نقف عندها عاجزين عن الإستمرار والمتابعة.
ولكن هذه السطور ليس من السهولة تحويلها إلى واقع ومنهج حياة، فلكل شيء في الحياة له ثمنه ، فربما سنتألم وننسحق ألمًا وحنينًا، لذا علينا أن نشتغل على ذاتنا كثيرًا لنتمكن من تحويل هذه السطور لمنهج حياة. وهنا يلعب الإيمان والعلاقة مع الرب دورًا كبيرًا في الشفاء من ذكريات الأمس وما ينطوي عليها من معاني متنوعة.

تأمل في الواقع
في المدارس العراقية والمعاهد والجامعات يعدون الطلبة لكي يثمروا في المستقبل. دون أن يعلموهم أن شجرة الغد هي حصيلة ثمرة الأمس واليوم.
وسؤال الأهل لإولادهم ماذا تُريدون أن تكونوا في المُستقبل؟ دون أن يسألوهم ماذا تودون أن تكونوا اليوم؟
لستُ متفقًا مع الحكمة القائلة: " هناك ذكريات من الجيد تذكرها وأخرى من الجيد نسيانها". رجاءًا لا تنبذوا ماضيكم بايجابياته وسلبياته، ولا تهربوا من حاضركم في تذكر ذكريات الماضي، أو الغوض في أحلام ومشاريع المستقبل. فماضينا وحاضرنا هما حجر أساس مُستقبلنا.
كم هو جميل فن العمارة اليوم، فغالبًا ما نقف مندهشين أما جمال إحدى المباني وناطحات السحاب، ولكن أتعلمون أن جمالها اليوم هو نتيجة لتصاميم الأمس التي كانت خطوط على ورق.
وليس بمقدور الرياضي أن يحصد الكأس أو الميدالية الذهبية في المستقبل، أن لم يتمرن جيدًا ويتعلم كيف يتجاز أخطاءه، هكذا علينا أن لا ننغلق على ماضينا بل نتذكره لكي نصنع حاضرًا أفضل.
إن كل تجاربنا وما نمر به في حياتنا ما هو إلا دلائل وإشارات لطريق المستقبل الذي يجب أن نحرص دائمًا على أن يكون أفضل، وأن نتعلم من أخطائنا وأحزاننا كيف هو طعم ومذاق السعادة، وألا نجعل الأحزان والهموم تشدنا إلى الهاوية والقاع، وإلا فالنتيجة لن تكون إلا تراجعًا، يليه تراجع لا ينتهي أبدًا، فنقف عاجــزين مكبلين عن التقدم والاستمرار ، فأن كان لغروب الشمس سحر فاتن إلا أن لشروقها معنى أجمل.
فلا تقف عن ظلال غروب شمس الذكريات، بل تأملها لتتمتع وتقيم شروق شمس الحاضر. ويكفينا شرف المحاولة. فالطفل يتعلم السير بعد سقطات والألام وتعثرات لا تحصى.
جميل أن يكون لدينا ذكرى جميلة وبصمة إيجابية في حياة الاخر.
سؤال للمناقشة أتريد أن يهرب الآخر من ذكراك وتضطرب نفسه بذكراك؟ أم يتذكرك بالخير وتستطيب ذاته لذكراك؟
خلاصة
إن الإنسان الذي لا يتذكر ولا يقف وفاءًا لذكرى الآخرين ومواقفهم النبيلة في حياته فهو بلا ماضي وبلا تاريخ، ومن لا ماضي له هو أشبه ببيت مبني على الرمل أو خالي من الأساس، بل أن أعماقه أشبه بفندق يقصده السواح والزوار لكنهم لا يستقرون فيه.
لقد علمتني الحياة أن من لا يقف ويعود للوراء ليُقيم شريط حياته لن يتقدم، فلا تخشى إذا رجعت خطوة للوراء، لأن السهم يحتاج أن ترجعه خطوات للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام هكذا نحن علينا أن نحترم ماضينا ونثمنه لكي يكون نقطة إنطلاقة جديدة لنا، بل لنتعلم منه الدروس والعبر لنعيش حاضرنا ومستقبلنا لكي يكون لنا حضور فعال في الحياة. فما أكثر الحاضرون الغائبون!!
أخيرًا وليس آخرًا
لكل إنسان ذكريات جميلة ومؤلمة، ذكريات خالدة وعابرة، ولكنها تبقى ذكريات. أن ماضينا وما يحتويه من ذكريات أشبه بحقيبة صغيرة نحملها على ظهرنا، لكنه يبقى خلفنا وإن كنا نحمله معنا، ومن يستمر في النظر للخلف لن ينمو ولن يتقدم وسيضيع منه سعادة الحاضر ودهشته وما يعرضه عليه من جديد.... فمن عاش على الذكريات أصبح ذكرى إنسان!
الإنسان ذكرى، ولكل منّا ذكرياته الخالدة سوأ كانت مفرحة أم محزنة. ولكن اؤمن أن لاوجود لإنسان ينسى ذكرياته الخالدة . فثمّة قناعة بداخلي: إن ما يمسُّ القلبَ يبقى ويغدو جزءًا من ذاتك ومن تكوينك ، إن كان مفرحًا أم محزنًا.
ستقولون: إننا ننسى أفراحنا بسرعة لأنها سريعة الزوال، أما الأحزان فهي محفورة في القلب ورفيقة الإنسان. أوافقكم الرأي ، ولكن صدقوني إننا لا ننسى ذكرياتنا المفرحة والمحزنة المؤلمة كانت، فإن مسّت القلبَ باتت خالدة وحاضرة دائمًا معنا.
جميل أن تتذكر الآخرين ويتذكرونك هم أيضًا بالخير.

صلاة:
يا رب يمر قطار العمر خلال رحلة الحياة بمحطات كثير ومتنوعة وفي كل محطة هناك ركاب ينزلون وركاب يصعدون، ولكل راكب بصمة وأثر مهما كان شكله أو نوعه .... ما يهمني ان تكون أنت يا يسوع الراكب الوحيد الذي يرافقني إلى نهاية الرحلة يا رب لقاء وفراق هو واقع الحال.... ولكن لقائي بك حضور ورجاء أبدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإنسان كائن يتذكر ويستذكر ذكرياته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإنسان يقول ذاته بكلمات....
» الإنسان والخلود
» كلمات في الإنسان
» لا تحجموا الإنسان بماضيه
» الإنسان يولد مرتين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Father yousif jazrawy :: قسم الديني  ::  منتدى الكتابات الاجتماعية -
انتقل الى:  
منتديات الاب يوسف جزراوي

الساعة الانفي المنتدى
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الاب يوسف جزراوي
تطوير : ninus admin (ninusadmin@alsati2u.com)
fatheryousifjazrawy.all-up.com
حقوق الطبع والنشر©2009 -2010

bY : N - unit