إيمان ملحدة ( قصة جميلة) مقالة يوم 8/7/2010

إيمان مُلحدة!
من كتاب قصص روحيّة وإجتماعيّة للأب يوسف جزراوي- هولندا 2009

تعرفتُ على رسامة هولندية من شمال هولندة تناهز ال(50) عامًا، أشبه بملاك يعيش على الأرض، كأنها الأُم تيريزا في خدمة الناس دون تمييز، فدعاني الفضول لسؤالها: أ أنتِ مسيحيّة؟ أتؤمنين بيسوع المسيح؟

أبتسمت في بادئ الآمر وأجابت: "أنا مُلحدة كما يحلو للبعض أن ينعتني. وأزادت: نعم أنا مُلحدة في نظر الكثيرين، لأنني لا أؤمن بذات الإله الذي هم يؤمنون! ولا أؤمن بذات المسيح الذي هم يؤمنون به ويتحدثون عنه، فلكل واحد من الناس (إله خاص به)و(مسيح) قد تصوره حسب أهوائه ومزاجه وحاجته وتهيّواته،. بإسمه يبررون الكثير من الأخطاء والأثام.....!". قلتُ لها أكملي رجاءًا، فقالت:"إن الإله الذي يؤمن به الكثير من المسيحيّين لا اؤمن به أنا "المُلحدة" (كما يطيب للبعض أن يُسميني)، فلكل منهم اله قد برمجه وفبركه وجبله وأبتكره بنفسه ليغدو الكثير منهم أشباه الهة يبشرون عن أنفسهم، ولهم تشريعات خاصة، يتكلمون عنها بصور شتّى وتصوّرات وتهيّؤات متنوعة. أليس من الخطأ أن يدعي الكثيرون أنهم يؤمنون بيسوع المسيح ويعرفون الإنجيل؟ نعم، هم يجيدون الحديث عنه ببراعة، لكنهم في الغالب لا يطبقون ولا يعيشون إلاّ شيئًا بسيطًا من تعاليمه!". قلت لها وبأي إله تؤمنين يا حنّا؟ أجابت على الفور: "أؤمن بإله يسوع المسيح، إله الإنجيل فقط! ذلك الكتاب (الإنجيل) الذي يحتفظ الكثير من المسيحيّين بنسخ منه في بيوتهم ويضعون صور هذا الإله وصلبانه المتنوعة على جدران بيوتهم...، لكن الكثير منهم، ربما لم يطالعونه ( الإنجيل) منذ سنوات، ولعلهم بعيدون كل البعد عن تعاليمه! لانهم يبحثون عن مسيح بلا صليب، وعن مسيحية بلا رسالة وبلا صعوبات وتضحيات؟ لذا بعضهم مسيحي فقط في الأسم، أو في الوراثة!.

نُدعى بالمُلحدين. أتعلم لماذا؟ لأننا نؤمن باله ومسيح لا يؤمنون ولا يعرفه الكثير من المسيحيين. إنه اله الإنجيل الذي حدثنا عنه المسيح، فقد أمتاز بإنسانيته مع الآخَرين. تنعتوننا أنتم بالإنسانيين. أتعلم لماذا؟ لأننا نؤمن بالإنسان مهما كان شكله ولونه أو عرقه ودينه. لاننا لا نتكلم عن الله كثيرًا، بل نشهد له كثيرًا ولتعاليمه الواردة في إنجيل الحياة. لاننا نعرفه حق المعرفة، ونعرف جيدًا ما يريده منّا!. ألم يقل المسيح له المجد:" لترى الناس أعمالكم ليمجدوا أباكم الذي في السماوات" متّى (5: 16). لكنه لم يقل ليسمعوا الناس كلامكم ويمجدون أباكم الذي في السماوات؟".

الحكمة: بالحق والصواب تحدثت هذه السيّدة، بعض الناس يذهبون إلى الكنائس يصلون ويصومون ويتصدقون ويرفعون الابتهالات ويوفون النذور، لكن ارتباطهم بيسوع يقف عند حدود الكلمات."ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السماوات، بل كل من يعمل مشيئة أبي الذي في السماوات"( متّى 7: 21). أو يعملون هذا من باب الخوف من الله أو من باب الواجب الديني أو العادة الإجتماعية والعائلية،ولا يمتلكون علاقة حقيقية مع الرب يسوع، وهم غرباء عن الإنجيل وتعاليمه! متدينون أكثر مما هم مؤمنون. هذه مُشكلة مُعظم الناس!

عسانا ان نتعلم ونجني العِبر من حديث رسامتنا الهولندية!
الحق أقول لكم إنكم كُلما فعلتم هذا بأحد إخوتي هؤلاء
الصغار فَبي فعلتموه (متّى 25: 40).

اقتباس :

الحكمة: بالحق والصواب تحدثت هذه السيّدة، بعض الناس يذهبون إلى الكنائس يصلون ويصومون ويتصدقون ويرفعون الابتهالات ويوفون النذور، لكن ارتباطهم بيسوع يقف عند حدود الكلمات."ل

بل فعل اصبت ابتي بهذه المقالة وقدمت الافضل كلماتها وأحداثها اعجبتني وعلمتني ايصآ

بارك الله بكل ما تقدمه والرب يبارك قلمك
لآن افضل مافي اسلوبك هو انه واقعي ويتكلم عن تجارب الناس الحقيقية واحداثهم اليومية التي تأثر فينا

تحياتي لك
نورا الساتي

نتمنى ان نجني من هذه القصة العبرة السليمة ونستنير عما تم ذكره في الحكمة
الشكر الوافر لحضرتك ابتي ولاطلاعنا على هذه القصة الجميلة........

» قصة جميلة( مقالة 9/7/2010)
» قصة الدينونة(مقالة 11/7/2010)
» قهوة على الحائط (مقالة يوم 17-6-2010)
» ما أحوجنا اليوم إلى الهدوء(مقالة 12/7/2010)
» ماذا تريد وتتمنى؟(مقالة يوم 19-6-2010)