كلمة الإنجيل بوصلة
من كتاب قصص روحيّة وإجتماعيّة للأب يوسف جزراوي- هولندا 2009
or=blue]]كتب روجيه أُوك الصحفيّ الفرنسيّ الذي دوّن مذكراته في كتاب عنوانه رهينة في بيروت، إذ عاش في لبنان لفترة طويلة مواكبًا الأحداث المحلّيَّة لينقلها إلى وسائل الإعلام العاَلميَّة. إبّان تلك السنين تعرّض للخطَف والسجن والتعذيب. ووسط ليل حالك السواد أشرق حوله نُور الله وهو يقرأ الكتاب المُقدَّس.
وأروي قصته وفق ما سطرت أنامله في قصة مؤثرة مُبَيّنًا كَيف أَنّ كلمة الله غدت مصباحًا في سجنه ونُورًا في ظلام نَفْسه فأنتقل من عاَلم الإلحاد إلى عالم الإيمان:
"أنزَلوني إلى سجن مُظلم تحت الأرض. أنا المُلحد ركعتُ، وصلّيتُ إلى الله الذي أجهَل. أنا الصحافيّ الذي جابه الأحداث أربع سنوات في غمرة الحرب اللبنانيَّة الشرسة وتجشّم الأخطار، وما اتّكل يومًا إلاّ على نَفْسه، ولا دخل كنيسة في حياته قَطّ ولم يصلي يومًا في حياته!
قراءتُ الكتاب المُقدّس باللغة الإنكليزيَّة وسرعان ما غدا بوصلة تهديني وخريطة ترسم طريقي....وكَم أرتحتُ وأنفرج ضيقي لّما ألتقيتُ بيسوع المسيح في العهد الجديد. الله الذي يتحدّث عنه يسوع المسيح، إنّه إله مُحبّ قريب من الإنسان كلّ القرب.
أما في العهد القديم فقد وجدت شَبَهًا بيني وبين يونان الذي إبتلعه الحوت. مثله وعيتُ آثامي، ومَعه صرختُ إلى الله مِن أعماق ظلمتي، وصَرتُ أثق به مهما حلّ بي. أما المزامير فما عدت أفارقها إذ سرّبتْ إلى نَفْسي طمأنينة وأملاً وأخذتُ أغوص في تأمّلاتها كلّما خنقني القلق.
مع يسوع رحتُ أرجو الخلاص مِن محنتي. وهذا اليقين ما كان ليبدّد كلّ خوفي إذ شعرتُ بالإحباط ، وباليأس حينًا . إنمّا أيقنتُ أنّ الغلبة للحياة، والمحبّة التي نَهلتُها مِن الإنجيل غسلتْ نظرتي إلى السجّانيين فما عدتُ أحقد عليهم ولا أتوق إلى الثأر منهم، على ماكانوا عليه مِن قساوة. غفرتُ لهم ولكلّ مَن أساء إليّ.
في ديامس السجن التقيتُ الله الذي غالبًا ما شعرت بابوته فصرتُ أخاطبه كلّ يوم بكلام مِن الكتاب المُقدّس وقد حفظتُ الكثير منه".
الحكمة: الرب يدعونا للإستماع لكمته. تصفح الإنجيل ستلتقي بيسوع المسيح، إله الغفران والحياة والمحبة،وسيكشف لك خفايا نَفْسك ومخاوفك، وكرامتك وقيمتك كأبن في عينيه.
كلمة يسوع في الإنجيل لن يُثقّفك أحد مثلها، ولن تكتمل بإنسانيتك وروحيتك دونها.[/size]