الدينونة
من كتاب قصص روحية وإجتماعية للأب يوسف جزراوي-هولندا2009
[color=red]توفي رجل وصعد إلى السماء، فسأل الملاك عن الملكوت ورغبته وشوقه لرؤيته؟ أجابه الملاك قائلاً: سبعون عامًا أنقضت من حياتك ولم تلتمس الملكوت؟! لقد منحك الرب الحياة لتعيش الملكوت وسط أخوتك البشر، وتسألني الآن عنه! فالمكوت يبدأ من الأرض وليس من السماء؟! لم يفهم الرجل المغزى من كلام الملاك، فسأله مرة ثانية عن حقيقة الدينونة. فأرشده الملاك إلى قاعة ينتظر فيها دوره. ولما دخل الرجل وجدَ الكثير من الأصدقاء والناس الذي كان قد عرفهم وشاهدهم في حياته، وبعد أن ألقى عليهم التحية، وأقاموا له مراسيم الأستقبال والترحيب، كلمهُ أحدهم قائلاً: ألست أنت من صنع لي معروفًا في السنة الفلانية؟ شكرًا لك يا أخي. ليعقبه آخر: لقد تذكرتُكَ جيدًا، أنك من خلصني من مأزق حرج في السنة الفلانية. ولكن تمهل تمهل....، ألست أنت أيضًا من أساء إليّ وكنت تُعيرني وتزمر وتطبل بصنعتك؟! سكتَ الجميع، ونطق رجل مُسن:يا فلان أتذكر كم جرحتني بكلماتكِ،أ نسيت لما طرقتُ بابك للمساعدة كيف إساءت إليّ؟ أتذكر كم من المشاكل صنعت لي، وكم مرّة شهدت على فلان بالزور....وتكلمت على الآخَرين بالباطل والسوء، وجلبت لنفسك وللآخرين المشاكل والمتاعب. حينها ناداه الملاك قائلاً له: يا فلان أنتهى وقت دينونتك!
الحكمة: ملكوت الله جزء لا يتجزّأ في حياتنا وعملنا وعلاقاتنا الإنسانية، بل هو في داخلنا. الملكوت يُلمس ويُعاش بقدر ما يعرف المرء كيف يعيش في شراكة حبّ فاعل مع المسيح ومع أخوته.الملكوت حقيقة نعيشها في حياتنا الأرضية، فحينما تنطفئ شمعة حياتنا وصعودنا للسماء،سنلتقي بالكثير من المعارف والأصدقاء والناس الذي عاشرناهم في حياتنا الأرضية، وفي السماء سنحصد ما زرعناه بعلاقاتنا الإنسانية في حياتنا الأرضية.
"وبما تكيلونَ يكالُ لكم" (متّى 7: 2).
"مَن زَرَعَ بسَخاء حَصَدَ بسَخاء" (2قورنثس 9: 6).[/color]