sandra عضو جديد
عدد المساهمات : 62 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 26/06/2010
| موضوع: ( العراق) الجمعة يوليو 02, 2010 3:12 am | |
| عراق... ياعراق يامسقط رأس الله... ياتويجة الأزمان يامنشأ التكوين والحياة والإنسان يالهفة الحنين والأشواق يالوعة الوداع والفراق يانكهة الملح على الجرح... وياتنهيدة العشّاق. أهواك ياأرجوحة الحلم... ويالؤلؤة الرجاء ياواحة الأنوار في غياهب الصحراء أهواك مثل الماء والهواء يارونق الجمال والجلال والبهاء يازورق السماء.
لما أتى الطاغوت من تكريت وحلّ في بغداد مدجّجاً بالشر والأضغان والأحقاد تجلببت عرائس المروج بالسواد وخيّمت سحائب الرعب على أفئدة العباد وانفتحت بوّابة الآلام والأحزان وابتدأت عبادة الشيطان تشتت الأحباب في مجاهل المكان والزمان تطاير الأحرار في الجبال والكهوف والوديان تخضبت أمواه دجلة والفرات بالدماء والدخان
أيها الوطن الطاعن في الأزمنة والعصور! الحامل في حضنه سومر وأكد وبابل وآشور وجميع علماء بيت الحكمة وكل أطباء جنديسابور يبدو أنك لم تبلغ سن الرشد بعد.
أيها الوطن المزنّر بقوس قزح! كل الموبوئين بأحلام الضفادع يتقاطرون عليك من كل حدب وصوب ليلعقوا من دمائك ويصعدوا على سلالم الأوهام إلى الجنائن التي تجري من تحتها أنهار الخمر والسمن والعسل المصفّى وكل مايشتهون ويبتغون وفي استقبالهم أزواجٌ مطهّرة وغلمانٌ كأنهم لؤلؤ مكنون.
أيها الوطن المحشوّ بالبارود والمتفجرات! الكورد... وماأدراك ماالكورد؟ إنهم مستكردون، ويحاولون تكريدك يشدّونك من ذراعك الشمال بكل ماأوتيوا من غباء وهم مبتهجون ومنتشون بتقطيع أوصالك.
والعرب الذين استعربوك لم يعبّروا عن حبهم ووفائهم لك. وسيعضّون أصابعهم،يوماً، ندماً عليك.
فالسنّة... يسنّون أسنانهم عليك وقد ساموك الخسف والإذلال على امتداد عقود وهاهم اليوم يستنجدون بأبي مصعب الزرقاوي وغلمانه لأن لهم أنياباً أشدّ فتكا وافتراسا.
والشيعة... يشيّعونك وهم يندبون ويولولون على الحسن والحسين ولايدركون بأن تراب الوطن أقدس من كل مقدسات الأرض ومن عليها... وفيها.
والصابئون... يتصببون رعبا من خفافيش الجحيم التي تعشش في سقوف منازلهم وتعكر صفو أمنهم وحياتهم.
واليزيديون... يزدادون خوفا وهلعا من الأشباح التي تزورهم في غفلة منهم وتخطف أرزاقهم وأرواحهم.
والتركمان... يتراكمون ويتسابقون لانتزاع قطعة جبن اسمها(كركوك) قبل أن يبتلعها الكورد لقمة سائغة ويغفلون عن الوطن المثخن بالجراح.
وأنا الآشوري... الضارب في الآفاق هرباً من أفخاخ الموت المنصوبة في كل زمان ومكان ومن رؤية وجهك الملطخ بالدماء ألتاع وجدا وفراقا وأنزّ دماً واشتياقا أشير إليك من البعيد...البعيد من المنافي والشتات وأهمس بلوعة وألم... هذا كان وطني الحبيب الذي به سُررت وسأظل وفياً له إلى يوم الدين.
أيها العراق الذي يعاني فقر الدم قدّوس ... قدّوس اسمك أحبك... وأحب حتى العجاج الذي يهبّ في جنباتك والشوك الذي ينمو على سفوح جبالك. أحبك... وأحب كلّ من يتفانى في حبك. أنت متجذر في القلب والذاكرة أسبّح باسمك... ليل نهار من مطلع الأزل... حتى قيامتك من بين أنقاض الجنون والغباء. وعودتك إلى أحضان الرافدين... سليما معافى.
أيها الوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد إمّا أن نعيش جميعا في كنفك الواحد الموحّد بإخاء وسلام ووئام وإمّا أن نمعن فيك تقتيلا وتمزيقا وننهش بعضنا بعضا كوحوش ضارية في غابة مدلهمّة.
أيها العراقيون الأوفياء! أشارككم بكل صدق وإيمان أفراحكم وأتراحكم أعراسكم ومآتمكم ولكنني من المحال أن أشاطركم جنونكم وعبثكم بقدسية الوطن.
أيها العراق المسيّج بأسلاك العناية الربانية! عندما أذكر اسمك أراك تستقر في ذاكرتي ووجداني وتتموّج في دمي وتفتح مصاريع قلبي على محبة كل العالم. | |
|