يؤكد التاريخ ثانية اننا العراقيون سباقون دائما وراء الشهرة واحتلال الالقاب الاولى ومتفردين عن الجميع بعجائب وانجازات ما ذكرت يوما في التاريخ العربي والعالمي , وان باستطاعتنا أن نسبق العالم بقدراتنا التي ترتقي الى مستوى الاعجاز , مع اعتذارنا المسبق لكل العرب الشرفاء في اننا تمكنا ولاول مرة في تاريخ الحكومات العربية ان تدخل دولة عربية مثل العراق موسوعة غينتس للارقام القياسية وان اكثرهم احترافا في القمع والسرقة والجشع الذي طال كل مرافق الدولة والتفرد الذي يتصف بة السياسيون العراقيين وصل الى الحد الذي عميت فيه عيونهم عن الفقر الذي وصل الية الشعب والمستوى المتدني للفرد العراقي ، والمليارات تلك الأرقام الصعبة التي قد نضطر احيانا الى الغفل عنها بمزاجنا والتي لا نعرف اين تذهب .. اين نحن من الدخل القومي للبلاد واين تذهب مواردة ؟ وتلك الرشوات التي وصلت الى كل الاتجاهات ونخرالفساد كل أجهزة الدولة دون خوف ولا حياء وكثيرا من المسميات التي لم نعرفها ولم نحسب لها حساب والتي طفحت معاناتها محيط العراق والادهى من كل هذا المدى الطويل الذي طال تشكيل الحكومة العراقية والتي في نظري لن تتشكل على المدى القريب لان ملامح الطبخة لازالت غير واضحة ولم يتبقى لنا من الوقت الكافي لنعرف ملامح الحكومة الجديدة فقد ننقرض عن الارض دون أن نرى تلك الشراكة الوطنية التي يتحدث عنها السياسيين العراقيين فيما إذ لم نقرر الانقراض طواعية لنترك الجمل بما حمل عقابا لنا ، فنحن فد رضينا تلك المهانة التي نالت منا يوم انتخبنا من ليس اهلا ليتحملوا مسؤولية دولة وشعب ،وعسى ان يأتي قوم بعدنا يكونوا من الرضي الله عنهم ولأسيادهم راضخون ولعبيدهم ساخرون . سحقا لقادة يفضلون مصلحتهم الشخصية على مصلحة الشعب وكفرا كبيرا يوم ضحينا من اجل ايصالهم الى القمة وفشل اوصلنا الى القاع , نحن لسنا قديسين ولا ملائكة في هذا العالم لنتجرد من الاخطاء ونتجرد من ذواتنا كيفما نشاء بل نحن بشرا لا نملك سوى الحرية التي طالما ننشدها والديمقراطية التي حلمنا بها والتي ولا نريدها بدعة من خلق سياسين لم يعرفوا يوما ان المجتمع سيحاسبهم على فعلتهم وانهم لم يملكوا رصيدا كافيا ذا قيمة فعلية في وطن عانى من فسادهم ومن اجرامهم ومن النفاق الذي رسم علاماته في إظهار الخير لكنه في الحقيقة هو نفاق ممتد لا فرق بينه وبين الشر كثيرا . وهناك حقيقة على الجميع إدراكها، هي أن الحكومات في خلافاتها هذه نتاج حتمي وطبيعي على عدم التواقف بين الشعوب فيما بينها وان خلق الازمات ماهي اداة للسيطرة على الامة وهذا مايحصل في العراق حكومات ظالمة وشعب مظلوم وصمت مطبق على حكومات سارقة. وتسأل مرتقب ، كم من الوقت سيمر على ولادة حكومة جديدة تختصر عامل الزمن لتتفاعل مع روئ النور؟ .. وكم من مستبد وسلطوي مسك برقاب الشعب سيطرح من عالمنا هذا ؟ ان الغاية مما كتبت في كلماتي الانفة الذكر هو إدراك حجم المعاناة والعلل الي اصابت الشعب وان حكامهم لم يأتوا الا ليزيدوا من جراحات الشعب المغلوب الذي فقد مصداقيتة في الاختيار بأرادتة الحرة ونسي انه صاحب القرار، انه ذو عقل وفكر جوهري , فهنيأ لنا ثانية نحن العراقيون فقد أثبتنا فعلا أننا أصحاب الألقاب المنفردة والقدرات الواهية وأثبتنا بأننا تلك الصخور الصماء التي لن تنفجر يوما بوجة حكامها لأننا قابعون في صحراء جرداء لا نمتلك سوى الأنين على زمان التخاذل والانصياع ولا نجيد سوى الرقص على ماضي كان يوما ما لنا مجدا .