لا تحزن
من كتاب تأملات من حياة كاهن للأب يوسف جزراوي- العراق 2009
على الرغم من أن الحزن ضريبة الإنسان أينما كان وفي كل زمان ومكان، لكنني أقول لك لا تحزن لان الحزن يذبلك كالورد ويسقط أوراقك. الحزن يعميك ويطفىء مصابيحك فترى كل شي أسودًا قاتمًا.
الحزن يجمد أحاسيسك ويوقف عجلة الزمن لديك فيضيع منك حلاوة الحياة، إنه يغتال الرجاء والفرح فيك.
الحزن يخنقك ويكتم أنفاسك ، يشتت عقلك ويضيع عنوانك ، به تشيخ قبل أوانك .يعيق الحزن روح الله في داخلك . لكن بعض أوقات الحزن مطلوبة ، فهو يواجهك مع ذاتك وجها لوجه فيكشف لك عيوبك ونواقصك. يرممك فيمنحك فرصة ثانية لتبني ذاتك وتعود لتفرح في الحياة من جديد . فالحياة رحلة لاتخلو من الحزن والصعاب ، ولكن رغم كل شي لا تحزن ولاتجعل الحزن والهم أن يلفظا أنفاسهما الآخيرة في حياتك، بل ليكون الفرح والرجاء هما صاحبا الكلمة النهائية في وجودك، فالحياة رغم كل شيء جميلة وتستحق ان تُعاش.
من الكتب الجميلة التي طالعتها في حياتي كتاب عنوانه " رهينة في بيروت" وهو مذكّرات مُعربة للصحافيّ الفرنسي روجيه أُوك الذي عاش في لبنان لفَترة طويلة واكب خلالها الأحداث المحلّيّة لينقلها إلى وسائل الإعلام العاَلميَّة ، وتعرّض للخَطف والسجن . وفي ليل دامس وحزن سيطر على قلبه حتى كاد ان يخنق أنفاسه أشرق حوله نُور الله وهو يقرأ الكتاب المُقدَّس ، فيروي في مذكّراته كيف أَن كلمة الله غدت مصباحًا يضيئ حزن نفسه إبانّ خطفه وسجنه .... وغدى الإنجيل بوصلة تهديه من الإلحاد إلى حياة الإيمان ومن الحزن إلى الرجاء.
ينهي روجية كتابه بجملة رائعة وهي:" ....كلّما تسرّب الحزن والقلق إلى نفسي أغوص في قراءة الإنجيل وأتاّمله لينتابني سلام وطمأنينة".
لا حزن مع المسيح ..... فلنسلم له ذواتنا.