القيامة في قلب الإنسان....
لأنه زمن القيامة، إرتأيتُ ان أُسجل خاطرة عن القيامة ، فالقيامة رجاء وحياة وخلاص .
قام يسوع قبل ألفي عام، فبات عيد القيامة، عيد الأعياد المسيحية، لأن قيامة يسوع هي أساس إيماننا. لكن السؤال المطروح علينا اليوم: هل يسوع قام من عتمة قبور قلوبنا وحياتنا؟ فالقيامة فعل داخلي ؛ فعل يتمثل بالإقرار بأن المسيح منذ فجر الأحد حيًا في قلب الإنسان. فالقيامة تحدث في عمق الإنسان في قلبه، لتقلب مسار حياته في المسار الصحيح. هذا ما يخبرنا به يسوع من خلال لقاءه مع مريم المجدلية
لكن يسوع لم ولن يقوم في داخلنا :
إن لم يكن لنا وقفات تأملية لندرك بواسطتها أنه حي في حياتنا.
ان لم نشبع الجائع والمعوز ونمد له يد العون.....
إن لم نزرع الرجاء والحبّ والفرحة في قلوب الأرامل واليتامى ولا سيّما الحزانى ليقوموا من عتمة قبور احزانهم وليعشوا فرح وخلاص القيامة.....
إن لم نعش فرح الغفران والبداية الجديدة.
نعم يسوع لم ولن يقوم وفي بيوتنا وعوائلنا طفل محروم وأُمّ حزينة وأب عاجز متروك....
لم ولن يقوم يسوع وفي عوائلنا خصام وبغض قد كلسّ القلوب ....
لن يقم يسوع في حياتنا ونحن نهيئ كل شيء ( طعام وثياب جديدة وحفلات وسهرات ....) وننسى ان نهيئ انفسنا روحيًا لقيامة المسيح فينا.
لذا كلي أمل أن نُهيئ أجواء صالحة لقيامة المسيح فينا ، فعندما نُهيئ الأجواء ستشع الفرحة من العيون والآمال ستنعش القلوب وسنعيش ونلمس ذلك السلام الروحي الذي وهبه يسوع لتلاميذه بعد قيامته. إنه سلام الخلاص . القيامة عبور نحو واقع أفضل وخلاص من واقع سابق....
يُشكك البعض في قيامة المسيح، ويدعون أن تلاميذه سرقوا جثمانه ودفنوه في موضع مجهول. ولكن لنتسأل مالذي حدث، ليجعل من تلاميذ الخونة الذي خانوا معلمهم ونكروه وابتعدوا عنه خوفًا على انفسهم لما أُمسك للصلب؟!
أَليس هُم نفس التلاميذ الذين باتوا يتسابقون في المجاهرة علنًا وبكل شجاعة أنهم تلاميذ المسيح؟وأليس هم من أصبحوا يطوفون ارجاء المعمورة لنقل اسم المسيح متعرضين للاضطهاد والتعذيب والموت؟ أليسوا هم نفس التلاميذ؟ ما الذي حصل ليقلب الامور رأسًا على عقب؟!
إن الذي حصل، أن التلاميذ لمسوا لمس اليد وعاينوا بعيون الإيمان أن المسيح قائم. فأنطلقوا يشهدون لحقيقة القيامة، قيامة المسيح الرب.
قيامة المسيح تعطينا رجاءًا في إن الإنسان لم يوجد للموت والقبر ولنهاية سوداء، بل قيامة الرب تُعطي لحياتنا معنى ورجاءًا بعيدًا عن القلق والتشاؤم ، فيدرك إنساننا انه ليس بداية ونهاية.
المسيح قام .... حقًا قام.... لتكن هذه بشرتنا وبشارتنا التي لا نستحي بها.
الأب يوسف جزراوي