غُفران الحبّ

موضوع: غُفران الحبّ الجمعة يوليو 30, 2010 7:31 am

غُفران الحُبّ....
الأب يوسف جزراوي
[color=red]أحبا بعضهما البعض، وقد نضج حبّهما كما يقال على نار هادئة، فغدت علاقتهما أحلى من العسل، ليتفقا على الإرتباط والزواج الأبدي، ألا أنَّ والد الفتاة رجل مُتزمِّد، تقليدي الفكر، ذو عقلية لا يُحسد عليها، فكان يتصيد بالماء العكر، ليضع العراقيل في طريقهما لتعتري الخلافات علاقتهما ولتعصف الكثير من المشاكل بهما، بسبب ما ذكرناه قبل قليل وتدخل الطرف الثالث، وربّما بسبب الطيشان والعجلة والإنفعال، وربّما بسبب عائلة الفتاة..
شابةٌ هي في ربيع الورد، جاهدت الجهاد الحسن، لكي ترتبط بمِن تُحبّ حتّى أنها أقدمت على الإنتحار مرتين، من خلال تناول عقايير طبية، لكنّها لم تجدي نفعًا في تحقيق مسعاها!
لم يُكتب وللأسف لهذه العلاقة وهذا الحبّ النجاح والاستمرار، لتتكوّن فجوة بين الحبيبين، فجوة ولدت سوء فهم، قادت العلاقة للتمزق، ليفترقا بعدما أن تبادلا ألتُهم والتجريحات..!
مرت الأيام والشهور ليكون الزمن كفيلاً ليكشف لكلّ منهما نقاط ضعفه وخطئه، لكنّهما يجدان صعوبة في الإعتذار والتصحيح ولاسيّما صاحبتنا المسكينة، فطلبت مُساعدتي، فوقفت على مُعظم الأسباب الحقيقية التي تمنعهما من الرجوع لبعضهما البعض لتزيد أُختنا قائلة: "أخشى أن أُبادر من جديد، ربّما بحجة الكبرياء أو خوفًـًا من رفضه وتكابره. لا أُريد أن أُنزِّل نفسي له، لا أُريد أن أعوده على ذلك" . وكان موقف صاحبنا عين الشيء. فافترقا وطوي حبّهما النسيان، وبات أحدهما للآخَر مُجرد ذكرى! أ تعلمون لماذا؟ لأنهما لايمتلكان غفران الحبّ..والحبّ في جوهره صفح دون حدود . [/color]
أملي ألا ننساق وراء ظنوننا وتفكيرنا المحدود، بأن المغفرة هي ضعف وأنخذال، أنّما موقف فيه تُغسل القلوب وتذلل الأحقاد بالحبّ. لذا أكتب ما أنا أؤمن به:
• لا تجعلوا من أمور صغيرة ثانوية إن لم أقل تافهة أن تُفرق زيجات وعلاقات حبّ وصداقات إمتدت جذورها لسنين طوال. فلا تقف عند صغائر الأحداث، وتذكر دائمًا أن الذي يجمعك مع من تُحب أقوى وأقدّس من تلك الصغائر.. أذهب للعمق ولا تتمسك بالسطح والقشور! وليكن لجميعنا غُفران الحبّ.
• عظيمٌ هو من يعرف أن يتقدم ويطلب الغفران فالغفران يُجدد حياة الإنسان ويفعمها بالأمل والبهجة. التسامح فعل بوسعه أن يخلق الآخر مرة أُخرى، لا بل يُحرره ويُخرجه من عقدته وخطيئته وماضيه وأزمته.
• قويٌ هو ومحبّ الذي لديه قُدرة النسيان والغفران. وليس الغفران موقف يقف فيه الطرفان المُتخاصمين وجهًا لوجه للعتاب والصراخ وفتح جراح الماضي. إنّما موقف فيه يتعانقان فيه حُبًا وبقلب كبير.
• ناجحٌ هو مَن يستطيع نسيان الإساءة، إذ فيها دعوة لفتح صفحة جديدة بنقاء قلب وصفاء نية دون طلب أعتذار، فالهدف أكبر والغاية أسمى.
• المغفرة إستعداد لتغيير نظرتك ومفاهيمك عن الآخَرين؛ نظرة تؤكد لك أن الآخَر قد تبدلَ وتغيّرَ، ولم يعد ذلك الذي تعرفه، فقد أصبح شخصًا آخر.
• تقدم وأطلب الصفح والغفران إذا كنت أنت صاحب الإساءة وأصفح بقلب أبيض وكبير لمن أساء إليك.
أؤمن بشيء: أن تُحبّ الآخَرين، معناه الكثير والكثير من المغفرة والنسيان، أن تنسى بقلب طيب ومُحب كلّ ما فعله بِك الآخَرون. وأزيد: ناجح وإنساني هو ذلك الإنسان الذي يستطيع أن يتجاوز وينسى ما أرتكبه الآخَرون بحقه من أخطاء وجروح نفسية ومُعاناة، ولاسيّما إذا كان يجمعه معه علاقة حبّ وعهد، وليتطلع دومًا إلى الأمام متجاوزًا بقلب كبير كلّ الذين اخطئوا بحقه دون أن يؤذيهم. فصدقوني لا يؤلم ألا المُتألم ولا يجرح ألا المجروح.
ليتنا جميعًا نتعلم غفران الحبّ الذي علمنا إياه يسوع المسيح على صليب الحبّ والخلاص.. فهنئيًا لك (لكِ) إذا كنت من المتعلمين..

رائعة كتاباتك ابونا العزيز

الله يديمك

رائع ما طرحته لك مني ارق تحيه بعطر الورد
ودي

احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم

شكرا ابونا على الموضوع

الرب يرعك

حيث يكون الحبّ هناك يكون الله

الرب يبارك الجميع

موضوع: رد: غُفران الحبّ السبت يوليو 31, 2010 7:43 am

الكلام جميل وارائع وينكتب على الاوراق كيف ما يشاء
ولاكن التطبيق من الانسان صعب جدا ان لم يكون له اراده ويمان
يسوع له المجد يقول فل يكون كبيركم كصغيركم.....

شكرا اخي الغالي

اخوك دوما
عصام الشيوزي

موضوع: رد: غُفران الحبّ السبت يوليو 31, 2010 9:06 am

دمت دائما ابونا كتابات روعة

موضوع: رد: غُفران الحبّ السبت يوليو 31, 2010 4:39 pm

كتاباتك راقية ابونا انت راقي ومبدع
الرب يحميك ويلهمك اكثر حتى تكتب اكثر

كلام جميل وارائع ..................عاشت الايادي ابونا

» [جسدنا لغة الإكتشاف والتعبير عن الحبّ ....!
» الحبّ الحقيقي يدوم أبدًا
» خيانة بسبب الحبّ(قصة واقعية)
» لتكن خدمتنا بدافع الحبّ لا بدافع الواجب.
» لا لسيطرة الرجل..لا لسيطرة المرأة ..ونعم لسيطرة الحبّ