[جسدنا لغة الإكتشاف والتعبير عن الحبّ ....!
إن الإختلاف الجسدي بين الرجل والمرأة هو كاشف لحقيقة الإنسان، فمن خلال الجسد نستطيع أن نقول هذا طفل، هذه طفلة، هذه امرأة، هذا رجل. إن هذا الإختلاف يولد توق في داخل الإنسان للخروج من الذات واللقاء مع الآخر، والإتحاد معه. فبواسطة اللقاء مع الآخر المُختلف جسديًا وفكريًا وعلى عدة أصعدة،سيكون هُناك إكتشاف "الذات – الأنا". وإكتشاف الأنا (الذات) إنطلاقة جديدة لكشف الأنت.
لنتسأل معًا: ماذا يعني الجسد؟هل هو مادة كيمائية أو كتل من اللحم والعظام والشيء الملموس المنظور ومركز العواطف والأفكار؟ هل هو عالمنا الخارجي؟ للإجابة على هذا السؤال وجب علينا أن ندرك ما يقوم به الجسد من أفعال وحركات. الجسد يُميّزنا ويُعطينا هوية. جسدنا نقطة دالة على شخصنا، بواسطته يُكوّن الآخرين صورًا عنّا تنطبع في مخيلتهم. فمثلاً عندما يسمع شخص ما أسم (فلان) تلقائيًا تتوافد إلى مُخيلته صورة عن جسده الذي يتميز به عن الآخرين.
بواسطة الجسد نستطيع أن نُميز بين بعضنا البعض،فهذا رجل، وهذه امرأة، هذا طويل وهذا قصير، هذا ضعيف وذاك سمين، تلك سوداء البشرة، وتلك بيضاء البشرة. بمعنى إن جسدنا يُشير الى شخصنا وهو علامة تميزنا وإختلافنا عن الآخر. إنه هوية للإنسان. إذاً الجسد يُشير إلى الإختلاف الجنسي ويميّز هوية الإنسان.
الجسد الخاص بالرجل هو مُختلف عن الجسد الخاص بالمرأة وهذا الإختلاف يولّد رغبة لدى الرجل في البحث عن المرأة، والعكس صحيح أيضًا. إذ أن الإختلاف بين الأجساد يولّد الرغبة في الوحدة مع الآخر المُختلف جسديًا وفكريًا وثقافيًا وعمريًا وعلى صعد عدة.
نستشف مما ذكرنا قبل قليل أن التوجه نحو الآخر أساسه الجسد وإختلاف الآخر عنا. لقد أثبت علم الإنسان أو الأنثروبولوجيا، إن إكتشاف الـ "أنا" وحقيقته يأتي من إختلاف الآخر عنه ولاسيمًا الإختلاف الجسدي. إذ يؤكد هذا العلم إن الجسد هو لغة تميزنا وإتصالنا مع الآخر من خلال النطق والتعبير بحركات اليد وتقاسيم الوجه ونظرات العيون. وإن جسد الآخر المُختلف هو نقطة الإكتمال في نظر يسوع :"لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويتحد بامرأته فيصيران جسدًا واحدًا".[/size]
الأب يوسف جزراوي