أنتم يدايّ
من كتاب قصص روحية وإجتماعية للأب يوسف جزراوي - هولندا 2009
كان يا مكان.... دخل رجلٌ غنيٌ إلى إحدى الكنائس الكاثوليكية في مدينة أمستردام العريقة Amsterdam طالبًا إكتشاف المكان والقيام بزيارة دينية والتجول بين أورقة الكنيسة والتمتع بالنظر إلى اللواحات الموجودة فيها، فوقعت أنظاره على صليبٍ مُعلقًا عليه السيّد المسيح بلا يدين! وكُتِبَ على قطعة خشبية في أسفل الصليب عبارة :" أنتم يداي". تعجب الرجل من منظر الصليب الغريب وراح مندهشًا يستفسر من كاهن الكنيسة عن معنى هذا الصليب الغريب.
أجاب الكاهن شارحًا له: أنت وأنا والناس أجمعين يجب أن يكونوا يدًا للرب يسوع، أي أن تتواصل رسالة الرب من خلالنا. الغني يساعد الفقير والمعتاز.....ولتكن يدنا يد عطاء وحبّ وصنع الخير....ثم أخذهُ الكاهن إلى منطقة مُجاورة كانت تجرى فيها مسابقات للبالونات، فحدثه قائلاً: أنظر يا أخي، أننا كالبالون الذي لا يرتفع ولا يحلق ولا يسمو عاليًا دون أن يخفف من أحماله!
فَهمَ الرجل العـِبَر المتوخاة من كلام الكاهن، وعليه أن يشتغل على معنى حياته، فأتخذ من العطاء رسالة ومعنى لحياته.
مضت الأيام والشهور ليقصد الرجل الغني الكاهن مجددًا ويقول له: يا أبتي في السابق كانت مهنتي هي جمع الأموال، لكنّني عندما رأيتُ هذه الصليب شعرت أنّ أموالي كالصخرة تجثم على قلبي، وبواسطة العطاء أصبح لحياتي معنى ثانٍ، أعطي 1000 ربنا يعطيني أضعاف وأضعاف. سعيتُ لتكون يدي يدي الرب، فادركت أن العطاء ربح وفير! وكأنني أستثمرت أموالي في (بنك يسوع المسيح الأستثماري)!!
وختم الرجل حديثه قائلا: من يوم الذي رأيت يسوع على هذا الصليب، أصبح شعار حياتي هو، وليته يكون شعار الناس أجمعين: " يارب ها أنا ورقة بيضاء أكتب عليها ما تشاء".
الحكمة: من عاش لحظات فيها العطاء الصادق تذوّق طعم السعادة الحقّ التي لا تُباع ولا تُشترى ولا تُقدر بثمن، وإنّما توزَّع مجّانًا.
يوصي بولس الرسول في رسالته إلى القورنثّيين: علينا أن نكون مُهيّئين للإحسان تهيئة السخاء لا تهيئة البخل (9: 5).