لماذا لم تنقذني يا رب؟!
من كتاب قصص روحية وإجتماعية للأب يوسف جزراوي -هولندا2009
خرج كاهن برفقة أحد الشمامسة ليقيم قداسًا في إحدى القرى فذهبا سيرًا....وهما في الطريق هبت عواصفَ وأمطارًا، فألتقاه رجلٌ قائلاً له: يا أبونا الطقس لا يبشر خيرًا. لماذا لا تعود أو تأتي معي وأنا أوصلك. فأجاب الكاهن شكرًا لك، سينقذنا الله .
أكمل الكاهن والشماس سيرهما.مضى الوقت وأشتدت العواصف وجاء فيضان نسبي حتّى أبتلّت معظم ثياب الكاهن والشماس، وإذا بعائلة تناديه:يا أبونا...يا أبونا، أسترح لدينا إلى أن يتوقف الفيضان وتسكن العاصفة، فأنتما على وشك الغرق. أجاب الكاهن: شكرًا لكم، ولكن الله سينقذنا. أنسحب الشماس وأحتمى في بيت تلك العائلة، اما الكاهن فأكمل الطريق لوحده، فرتفع منسوب مياه الفيضان، وإلا برجل مُسن ينادي على الكاهن: تعال إلى ههُنا يا أبونا، فالطقس قد هاج وماج وأنك لو أستمريت في السير ستغرق. أُمكث معي اليوم.
نظر إليه الكاهن مُبتسمًا، وصمم على أكمال السير إلى أن ماتَ غريقًا....فصعد إلى السماء وبدأ يُعاتب الرب لأنه لم ينقذه. فأجابه الرب: يا بُني لقد أرسلت لك 3 أشخاص لإنقاذك، لكنك لم تستجب لهم! وفي كل مرة كنت ترفض الخلاص. ما الذي أفعلهُ؟ إنك لم تحسن قراءة علامتي. لقد أحترمت حريتك وقراراتك.
الحكمة:غالبًا ما يرسل لنا الرب إشارات وعلامات لانحسن قرأتها ونرمي اللوم على الله ونشرع بمعاتبتهِ.
حقيقةً إننا لا نسمع إلا أنفسنا ولا نرى إلا ما يحلو لنا! الله يعمل من خلال الإنسان.. وفي الغالب يكلمنا الله من خلال الأحداث والأشخاص.