لقاء الأب يوسف جزراوي في مجلة محبة وحق الصادرة في هولندا ع16 -2009.( الجزء الاول)في 20-11-2009 اجرى اللقاء السيدة مادلين مراد جلوا
طباعة مينا قرانا- هولندا- اوترخت
[color=red]المجلة: ضيف هذا العدد شخصية فكرية، لطيفة ومثقفة وغنية عن التعريف. عرف عنه الحرص والدقة والموضوعية في كتاباته وخطواته، له قلم يسحر القراء، رجل مبدأ وموقف، جريئ المواقف. كالجبل اشماً يقول كلمته في وجه الآخر بكل جراءة وصراحة. كتاباته نابعة من واقع الحياة وقريبة جداً للنفس الإنسانية. كاتب عريق وكاهن فاضل، انه القس يوسف جزراوي الصغير في عمره والكبير بفكره وعطائه وكتاباته ..أحد كتاب مجلتنا المميزين.
اهلا وسهلا بك ابتي في موقع مجلة محبة وحق وعيد ميلاد مبارك يارب ال100 عام .
الكاتب: شكرا لكِ واهلا وسهلا بكم وشكرا لاستضافتكم... انها ثقة اعتز بها.
المجلة: متى بدات بالكتابة.[/color]
الكاتب: منذ كنت تلميذا في الدير الكهنوتي ( قسم الصغار) وفي حينها شجعني الأب علاء حراق مدير السمنير وتواصلت في دير الكبار وكلية بابل وشجعني الاب يوسف حبي الذي تاثرت به وكذلك الاب بطرس حداد.
المجلة : كيف تعرفت على مجلتنا؟
الكاتب : عندما راسلني شخص ما على الايمل الشخصي يطلب الاذن في نشر مقالاتي في مجلتكم الغراء هذه، ولما نشرها طلب مني ان انشر كتاباتي بشكل شخصي فيها، فكان له مايريد، ومن هنا كانت البداية.
المجلة: هل انت راضي عن نفسك وعن كتاباتك ابتي ؟الكاتب: نعم انا راضي عن كتاباتي والشكر للرب لانني لا احبر خاطرة او اي مقال دون ان اكون مؤمنا به.... فكتاباتي هي اشراقات ذاتي وصدى اعماقي وخبرات من حياتي وحياة الاخرين. اما هل راضي عن نفسي . من المؤكد لا .... فانا لست من محبي الاكتفاء بل من الطموحين واسعى للافضل دائما، ولدي الكثير من الاخطاء اعمل دائما لترميمها، فأنا انسان ضعيف وكاهن خاطئ.
المجلة:كتابك الاخير (تاملات من حياة كاهن) لقي تقبلا حسنا من القراء، ماهو تعليقك؟
الكاتب: على ماذا ؟ الكتاب ام تقبل القراء؟
المجلة:الاثنان معا.
الكاتب: ما يهمني هو القراء فقط واشكر الرب لقد حصدت ما زرعت والكتاب لقي انتشارا واسعا ونُشرت خواطره في مواقع عديدة... وهذه نعمة من الرب. واسعى لاعادة طبعه في طبعة ثانية بعد ان اضيف له 20 تاملات ليصبح الكتاب متالفا من 60 خاطرة.
المجلة: الكثير من الاشاعات طالتك ، الكهنة ورجال الدين عموما يتعرضون لاشاعات مغرضة. ماهو تعليقك؟ ولماذا لم ترد؟ وجعلت من الاشاعات تزيد من شهرتك!
الكاتب: الاشاعات وكلام الناس اتعبتني بالسابق،انها الغيرة والغيرة وثم الغيرة التي دفعت بالبعض باطلاق الاشاعات والاكاذيب عني . فالشجرة المثمرة هي التي تضرب بحجر . وثانيا مثلما قلتي يا سيدتي انها اشاعات وليس حقيقة، مجرد فقاعات.
سيدنا المسيح تجسد بيننا ولم يرضَ عنه الجميع، وقالوا عنه شيطان، وزير نساء، مخرب الشريعة، وفي النهاية صلبوه. ارضاء الناس غاية لا تدرك، وانا بصراحة اصبح لدي مناعة ضد اقاويل المغرضين الحاقدين واشاعاتهم. انا اثق بنفسي وبربي، واقول القافلة تمضي والكلاب تنبح! فلا اسهل اليوم من ان تتهمي رجل الدين بالنساء وبسرقة اموال الكنيسة!
المجلة: هل لك طقوس واجواء خاصة للكتابة ؟
الكاتب: ليس هناك حالة ثابتة ، ولكن غالبا ما احبر كتاباتي بعد منتصف الليل وعلى انغام الموسيقى وسط انارة هادئة واترك ما كتبته للزمن ليتخمر جيدا واعود اليه مرات عدة ولما اشعر في قرارة ذاتي ان الخاطرة اكتملت انشرها.
المجلة :اقرب الاشياء التي كتبتها قربا لنفسك .
الكاتب: جميعها لانني لا اكتب موضوع لا يكون قريبا من ذاتي ، فكتاباتي كلها نتيجة مواقف وخبرات ذاتية وموضوعية من الحياة، واقربها هي امبراطورية حب يسوع المسيح، ثنائيات حياة في كتابي (كلمات) الذي اعزه كثيرا،الانسان ينسى ولا ينسى، لقضيتنا ثمن، النصف الآخر.
المجلة: بخصوص النصف الآخر، كتبت عنه وتتكلم عنه كثيرا في المحاضرات. هل للأب يوسف نصف اخر؟ سؤال شخصي لك الحرية للاجابة عليه!
الكاتب: ابتسم ثم اجاب: انها مجموعة اسئلة ياست مادلين! وانتم كصحفين تتخذون من الحياة الشخصية لضيوفكم مادة لصحافتكم. مع هذا انا ليس لدي شيء مخبى، انا اؤمن بالنصف الآخر، واشجع الجميع ليبحثوا عن نصفهم الآخر، وانا في طور تاليف كتاب عن هذا الصدد، وعلى وشك الانتهاء منه، واتركه يتخمر.
المجلة: جميل يا ابونا ولكنك لم تجيب عن القسم الآخير؟
الكاتب: وانا لم اكمل اجابتي! انا لا امتلك نصفا اخر، انا كاهن، ولكنني انسان اولا واخرا، عندما اجده واشعر انه ايضا لمس فيّ نصف الاخر، واشعر في اعماقي ان في هذا مشيئة الرب، سوف ابوح للجميع بالامر، فانا واضح كوضوح الشمس، والحب ليس بجريمة، ولا يهمني ما يقوله الناس عني، لان في النهاية الحياة الرب سيحاسب وليس الانسان، والرب اعلم ما في النفوس. ويهمه سعادة الانسان. ولكن ان وجدته هذا لا يعني ان انسحب من كهنوتي، فقط سوف اعلم اين نصفي الآخر.ولكن كهنوتي سيستمر.
هل هناك من يطلع على كتاباتك قبل نشرها؟
في بداياتي كنت اقدمها للاب حبي رحمه الله وفي الابحاث التاريخية كنت ارجع للاب بطرس حداد وكذلك في قسم من خلجات ذاتي لانه يراجعها لغويا. اما الان لا يوجد احد سوا المنقح اللغوي ومهمته تقتصر على التنقيح اللغوي فقط، وبصراحة هو ليس بكاتب، وهذا مما يصعب من الامور في بعض الاحيان.
المجلة: هل هناك شي لا يعجبك بشخصيتك؟
الكاتب: هناك اشياء، اهمها انا عاصفة هوجاء على الخطأ، مشكلتي الطيبة الزائدة....وشي جميل ان يعرف الانسان ضعفه ويعمل على اصلاح ذاته.
ما هو سر هدوء الاب يوسف؟
الكاتب: حبّ الموسيقى ومصادقة ذاتي لذا يراني البعض متأني في قراراتي وكتاباتي، واسعى الى اعطاء لكل شي حقه. لكنني شخص مرح وصاحب
نكتة معبرة ولكن ليس مع الجميع.
المجلة: رغم طيبتك واتزانك وتواضعك، يقال او يتهمك البعض بالتكبر والتعالي وانك تعيش في عالمك الخاص؟
الكاتب :أولا يقال وليس كل ما يقال هو صحيح! انه امر طبيعي ان ينتقدني البعض، اتعلمين ان ربع البشرية لا تؤمن بالله. فمن هو يوسف جزراوي حتى يكون الجميع راضي عنه! وهو حق من حقوقي كانسان ان يكون لي عالمي الخاص.
المجلة: ابونا هناك من يقول من الكهنة او من العلمانيين:الاب جزراوي لا يعجبه العجب وينتقد كثيرا الطقوس والاتجاهات القومية والحزبية والكتابات التي ظهرت على الساحة موخرا؟
الكاتب: صحيح انا انتقد، من النقد وليس من الانتقاد، طريقة ممارسة الطقوس والمراسيم الدينية التي باتت مجرد الحفاظ على لغة لا يفهما الشعب. يسوع كلم وصلى للناس في لغة يفهموها، وهذه هي دعوتنا اليوم ورسالتنا وليس ان نصلي بلغة لا يفهما سوا الكاهن وبعض من شمامسته! ايهما اكثر اهمية اللغة ام الانسان؟!. تصوري الان انا اجيب على اسالتك بلغة لا تفهميها وتعرفيها! هل سيكون حوارنا ناجحا؟ من المؤكد لا.
ثانيا شعبنا المسيحي في العراق بشكل عام ليس لديه ثقافة دينية وعمق ايماني ( ابونا ابيش القداس)؟ او عندما تقومين باكليل او عماذ، ياتي ذوي المناسبة ليقولون للكاهن ( اشكد تامر ابونا)؟ وتسمعين من يقول لك اروح للكنيسة اسمع قداس لا يقول اشترك او اقدس.أي عمق روحي هذا؟ّ هذه كلها نتيجة جهل ايماني، وسطحية في عيش المراسيم الدينية، والى متى ستستمر ؟ الله يستر! والرؤوس العيا لا تفكر فقط بالحفاظ على الكرسي الذي اعتلوه عنوتا!
المجلة: هل من توضيح أكثر؟
الكاتب: كلامي واضح واللبيب من الاشارة يفهم.
اما القومية والاحزاب فهي فقعات وحالة دخيلة علينا مزقتنا وشتت وحدتنا الهشة.قبل الحرب الاخيرة على العراق كانت تسميتنا امام الحكومة العراقية ( كنيسة العراق) اما اليوم صرنا طوائف وقوميات واحزاب وكنائس وجمعيات... تعددية مزقتنا واضاعة المركزية. خلاصنا بيسوع فقط وليس بقومياتنا واحزابنا. البعض فقد صوابه وارجع المسيح الى احدى القوميات. انه المبكي المضحك. نحن نفتقد لقيادات روحية وسياسية حكيمة، نفتقد للشخص المناسب في المكان المناسب. من يقودنا اليوم على الصعيد الكنسي والسياسي هم اشخاص غير مناسبين. اما دعاة الاحزاب والقوميات اين هم من قومياتهم قبل 2003 ، البعض منهم كان يسوق لسياسة التعريب قبل 2003 وبعد هذا التاريخ بدأ يسوق لقومية ما،فالإجير يبقى اجيرا في كل زمان ومكان..البعض منهم ينادون بالحكم الذاتي. اتسأل لمن هذا الحكم الذاتي؟ للكنيسة الاشورية ام الكلدانية، ام السريانية بشقيها ام للارمن أم للبروتستانت، ام للاحزاب ولدعات القومية؟ ومن سيقوده الاحزاب ام الكنائس ام السياسين والقوميين ام المجالس الشعبية ؟ نحن في تشرذم، حتى هناك من انتقدنا على شاشات التلفاز قائلا: توحدوا وتصالحوا مع بعضكم ثم حدثونا عما تريدون.
اما معظم الكتابات التي تتصدر الصفحات الرئيسية للمواقع الالكترونية لقرانا هي كتابات قومية وتنكل وتخوّن وتطعن بالقومية والطائفة الاخر، وموقع يشبه الاخر، ولا يوجود خصوصية وهوية اعلامية للكثير من تلك المواقع. انا اقول كلمتي ومن يزعل فليزعل، فكلمة الحق مرفوضة دائما لانها مرّة وموجعة.
المجلة: كيف تنظر للعراق وكنيسته ؟
اولا اوجه تحية لاكليروس كنيسة العراق ، فهم يستحقون ان نرفع لهم القبعات احتراما واجلالاً لشهادتهم الحية، ولكل واحد له رايه انا اول من هربت خوفا على حياتي وعلى عائلتي، ولو كنت اعلم ان بمماتي سيتوقف العنف ضد ابناء كنيستي لكنت قربانا، لكن هناك مخطط اكبر منا جميعا. اما كنيسة العراق الجامعة ، كنيسة المسيح لن تقوى عليها ابواب الجحيم. اما كنيستي الكلدانية فاصلي لكي يوما ما تتعافى ويلتم شملها.
اما عن العراق لن يتعافى من جروحه وحالته الراهنة الا بعيش التعددية وقبول الآخر المختلف على انه مصدر غنى وبناء وتكامل وليس كدخيل وغريب ومنافس واهل ذمة ، وهذه الثقافة بحاجة لمن يشتغل عليها ولسنوات لتترسخ في المجتمع ان وجدت وان ترسخت!. لست متشائما ولكن هذا هو واقع الحال.
المجلة : بعيدا عن الكنيسة والسياسة هل انت من محبي الموسيقى ؟
يبتسم حضرة القس ابتسامة عريضة ويقول: لي محاولات فاشلة في الموسيقى، أنا عازف فاشل، ولكن من المؤكد أعشق الموسيقى ولاسيما موسيقى جيوفاني والان توجهت لموسيقى عمرو خيرت وياسر عبد الرحمن .
المجلة: من يطربك فنيا من المطربين العراقيين والعرب ؟
عبد الحليم حافظ. اما من الجيل الجديد بعض اغاني ايهاب توفيق وهاني شاكر وعمر ذياب، محمد فؤاد، وتستهويني اغاني شيرين، بعض اغاني اصالة واليسا.
اما عراقيا فقط المبدع هيثم يوسف وبعض اغاني ماجد المهندس الهادئة، انطرب لاغاني هيثم ولاسيما ذات اللون الهادئ.
المجلة : وماذا عن كاظم الساهر ؟!
الكاتب: استمع لبعض اغانية، لكنه لا يطربني . هذا رأيي وذوقي.
المجلة: وماذا عن الرياضة؟
الكاتب: انا رياضي كنت في السمنير حارس المرمى الاول، والعب كرة القدم مع الشباب في اي رعية التي اخدمها(مهاجم)، ولكن في هولندا هذا الشي صعب لقساوة الطقس وتبعثر الناس وقلتهم، وانا لا امتلك رعية، فقد اقدم خدمات، ولكني عضوا في نادي رياضي، واهوى السير. وتعجبني الرشاقة.
المجلة: بايجاز لمن تهدي هذه الكلمات ( ماريد اعتب عليك)؟الكاتب: للذي اطلق اشاعات لا صحة لها.
نهاية الجزء الاول
طباعة مينا قرانا- هولندا- اوترخت