رسالة روحية _الجزء الاول

رسالة روحية _ الجزء الأول

--------------------------------------------------------------------------------

رسالة روحية
( لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله واهلك نفسه أو خسرها )

تحية طيبة وبعد

الحياة مليئة بالمشاكل والصعوبات التي تلهينا عن ان نوجه انظارنا الى الله وسوف نحاول من خلال هذه الرسالة ان نلفت الانتباه الى الجانب الاهم من الحياة التي تضمن لك السعادة والسلام .وتعتبر هذه الخطوة هي الاساس الذي يبنى عليها في الحياة المسيحية .وكل امور حياتنا بعد هذه الخطوة تصبح بين يدي الله وهو قادر ان يسدد كل احتياج .
فالمشكلة ان العالم مليء بالمشكلات في العلاقات بين الفرد ونفسه , بين الافراد وبعضهم ,مشكلات اقتصادية واجتماعية ودينية ....الخ. نعم هذه مشكلات هامة ولكن تبقى المشكلة الاهم والاساسية هي مشكلة الانسان مع الله . والمشكلات الاخرى هي نتائج مباشرة او غير مباشرة للمشكلة الاولى ,التي هي الخطية.

والخطية لها معنيان , المعنى الاول سلبي يعني الانحراف عن الهدف او عدم اصابته . لقد اوجدك الله لهدف ,ان تمجد خالقك وان تحي في شركة معه , وفي توافق مع نفسك وتألف مع غيرك , ولكن بسبب الخطية صرنا ,
(كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا ) (اشعيا 6:53 )

والخطية تعني اكثر من الانحراف او الابتعاد عن الله , انها تعني عدم فعل الصلاح الذي يريده الرب .
يقول الرسول يعقوب ’’فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له ’’ (يعقوب 17:4)
ويقول الرسول بولص’’...كل ما ليس من الايمان فهو خطية ’’ (رومية 23:14 ) .نعم ان الابتعاد والانحراف
عن الله يحرمنا من فعل الصلاح الذي يسره ويرضيه .فهل ما زلت مبتعدا عن الله او انك اخذت القرار بأن تقترب منه او انك في مصالحة مع الله ؟

اما المعنى الثاني للخطية ,فهو ان يحيى الانسان بلا ضابط او رابط , بلا قانون او ناموس او وصية , تسوقه الغرائز وتدفعه الميول والأهواء وتستعبده الشهوات .انه يكسر وصايا الرب واحكامه واوامره لذا يقول الكتاب المقدس ’’كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضا والخطية هي التعدي ’’ ( 1 يوحنا 4:3 ) . انها الظلم والأثم والذنب او بمعنى آخر هورفض الأنسان لسلطان الله في حياته ,وهذا هو الفجور ,ان الخطية هي رفض الخضوع لله والاستقلال والانفصال عنه والتمرد والثورة ضده .

الخطية صورتان , الصورة الأولى صورة انسان فاسد .فالخطية تفسد الأنسان أخلاقيا فهي مرض يحطم الارادة ويلوث العواطف ويشل الفكر, والانسان الفاسد لا يستطيع ان يفعل الصلاح الذي يريده الله لأن طبيعته فاسدة .يقول النبي إشعيا (5:1) .. كل الرأس مريض وكل القلب سقيم ’’ . (إشعيا 5:6 )’’ ويل لي إ هلكت لأني إنسان نجس الشفتين ...’’وتقول كلمة الله ’’ الكل قد زاغوا معاً فسدوا .ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد ’’(مزمور 3: 14) . ويؤكد المسيح ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية ( يوحنا 43:8 ) وهذا ما يسميه الكتاب المقدس الموت الروحي أو الانفصال عن الله ,الذي يؤدي إلى الموت الأبدي .
الصورة الثانية صورة الانسان المذنب ,فالخطية تجعل الانسان مداناً قانونياً محكوم عليه بالموت ’’لأن أجرة الخطية هي موت ’’ (رومية 32:6) .لماذا ؟ لأن الخطية موجهة أساساً ضد الله .
ان الصلاة والصوم والصدقة , فضائل دينية عظيمة لكنها إذا كانت من قلب نجس فالله ليس بحاجة لها ’’.... وأن كثرتم الصلاة لا أسمع . أيديكم ملآنة دماً (إشعيا 15 :1 ) . فالخطأ في حق الله عقابه الجحيم الى أبد الآبدين .