عندما تصبح الأقنعة وجوه حقيقية
الأب يوسف جزراوي
[color=blue]إنكشفت حقيقته وظهر وجه الخفي لتنكشف كل أوراقه لتنجلي صورته أمام الجميع. كَم وكَم مثلَّ علينا ادوار القداسة والروحانيات فأصبنا بخيبة أمل بعد أن تبيّن لنا أنه شيطان، بل رئيس الشياطين! فنصحته بأن يتخلى عن الكهنوت الذي شوه بسلوكه صورة المسيح ويعمل مُمثلاً، أنها المهنة الحقيقية التي سيبدع بها. لأنه أفضل ممثل ومحتال عرفته طيلة 31عامًا انقضت من حياتي! ولا زال يظن أنه من الروحانيين لكونه يمتلك شهادة في الروحانيات!!والتي بها يحاول تضليل الناس وكسب احترامهم. يا لتعاسته!
خلدت للنوم علّيّ أنسى حقيقته، ولكن الصدمة فاجعة ! ليل حالك السواد وبرده قارص والكثير من الصور تعج في ذاكرتي، فأخذت قلمي وسجلت هذه اَلكلمات:
مؤلم عندما تصبح الأقنعة وجوه حقيقية
ومؤلم أيضًا أن تعيش بسلوك حياة لا يمت لحقيقتك بصلة.
الكثير يُمثل أمامك ويتصنع ولا يكشف ذاته الحقيقية،
البعض حاول ونجح لكي يصبح شخصًا ثانيًا دون أن يكون هو،
داست أقدامه على مبادئ كانت مُسلمّات له، فبات مُنهمكًا بالتصنع والتكلف وارتداء الأقنعة وتمثيل الأدوار وجمع الأموال والتسلط على الرعية، لكنّه نسى أو تناسى أنه لا يستطيع التمثيل والتعالي على الله. تصّنعَ من أجل منصب ما، مال، شهرة ،غاية، هدف، كرسي..كسب معجبات وكأنني أمام مُمَثل مُحترف أو أمام مراهق طايش!!
لذا أكتب بقناعة وبكل شفافية، وما أجمل من أن يقول الإنسان ويكتب قناعته:
أنا كما أنا وسأكون دائمًا وأبدًا إلى أن تنطفئ شمعة حياتي من هذه الحياة. فسلوكي صورة لذاتي الحقيقية وليس كما يُريدها الناس وليس كما تفرضه عليّ الظروف والأحداث والمصالح.
كُن كما أنت حتّى وأن رأيت أن الآخر تبوء أعلى المناصب وحصل على أرفع المراكز وبات من أصحاب الثروة والمال بطرق غير مشروعة .
كن نورًا لمن حولك وللذي تُلاقيه في طريق الحياة. لا تبيع ضميرك، وكن أمينًا على وزنتك التي منحك إياها الرب. فماذا يتنفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه![/color]
وفي الختام أؤكد أن الُشهرة والمال والمناصب والتمثيل على الآخَرين قد تتمكن من الوصول إليها بسهولة، ولكن محبة الناس وكسب احترامهم وثقتهم، وراحة ضميرك وسلام نفسك ليس من السهولة أن تصل إليها وأنت تمثل أدوار ومشاهد على الآخَرين لا تعكس حقيقتك...ولكن الناس بات بإمكانها اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تُميّز وتحلل وتشخّص الراعي عن الأجير.
كن أنت على طبيعتك دون أي رتوش وتصنع، وأسعى لتكون كالشمعة تُضيء درب الآخَر وليس لحرق أوراقه!
كن ذو مبدأ من دون اللجوء إلى التصنع والتمثيل وإرتداء الأقنعة! ولا تكن من لعبي لعبة الأدوار وإرتداء الأقنعة.