يسوع على الباب
من كتاب قصص روحية وإجتماعية للأب يوسف جزراوي - هولندا 2009
رسمَ الرسام العراقي المُبدع د. وسام مرقص لوحة يقف فيها ربّنا يسوع المسيح له المجد في زمن الصيف أمام باب خارجية لإحدى البيوت العراقية. يبرز في اللوحة النخلة العراقية الشامخة، ولكن الأهم فيها، ان يسوع يقرع الجرس الكهربائي لذلك الدار وينتظر رغم حرارة الطقس، ان يفتح أهل البيت الباب له.
سألت صبية والدّيها: لماذا يسوع في اللوحة يقرع الجرس ولم يدخل مباشرة؟ أجابها ربّ الأسرة: لأن يسوع لا يدخل حياتنا وقلوبنا دون أستاذان مِنّا، ولا يقحم نفسه علينا، وهنا تكمن عظمة ربنا يسوع المسيح! لأنه يحترم حرية الإنسان في القبول والرفض.
ثّم سأل الأبن الأصغر: ولماذا يسوع يقف عند الباب، فما هو المعنى من الباب؟
أجابت الأُم: لأن هذا الباب يا صغيري، يُمثل حياة الإنسان وقلبه، وهذا الباب لا يُفتح من الخارج، إلا من الداخل.
قاطع الطفل كلام أمه قائلاً: ولكن يا أمي، أن لم نسمع الجرس وأن لم نفتح الباب ليسوع، مالذي سيحدث؟
إبتسمت الأُم وقالت له: سيبقى ينتظرنا إلى أن نفتح له الباب، فهو لم ولن يمل من الإنتظار ولن يتعب من الوقوف.
هَاءَ نَذَا واقف على الباب وأقرعُ، فَإنْ سمِعَ أحدٌ صَوْتي وفَتحَ البابَ، إدخلُ إليهِ وأتعشَّى معهُ وهو معِي (رؤ3: 20).
الحكمة:غزى إنساننا الفضاء باحثًا في القمر والمريخ عن معنى حياته، ونحن غالبًا ما نبحث عن معنى لحياتنا وللوجود.... من دون أن ندرك أنَّ من نبحث عنه إنمّا هو واقفٌ يقرع على باب حياتنا بلا كلل وملل. وكان إنساننا ينشد الخلود منذ كلكامش إلى يومنا هذا فكانت له محاولات للاستنساخ البشري، وتجميد الخلايا البشرية.... من دون أن ندرك أن خلودنا في المسيح. كما ويعتقد الكثير أنَّ البنين في الزواج تخليدًا لهم، وأن خلودهم وإستمرارية اسمائهم وذكراهم من خلال ذريتهم، فتسمعهم يقولون "من خلف ما مات" ومع ذلك كلّهم يموتون، ولكن لا موت لمن عاش مع المسيح علاقة الحبّ، مسلمًا له حياته.
المسيح يطرقُ بابك، فهل ستفتح له باب حياتك؟