قصة ترويض زوج
من كتاب قصص روحية وإجتماعية للأب يوسف جزراوي - هولندا 2009
[color=red]ذهبت زوجة إلى ساحر ما، لكيما يعمل عملاً لزوجها بعد أن فاض بها الكيل من مشاكله التي لا تحصى، حيث تصوّرت أنه أسوء وأشرس رجلاً في العالم وقد خابت كل محاولاتها معه بالفشل، ولم يبقى أمامها أي خيار إلا السحر! وفي الحقيقة كان ذلك الرجل ليس بساحرٍ، وإنّما رجلاً مُسنًا حكيمًا ذو خبرة في الحياة. وبعدما أستمع إلى الزوجة مليًا وما طلبته منه قال لها: تحت أمركِ يا إبنتي، سأعمل لزوجك عملاً ممتازًا يجعله خاتمًا في إصبعكِ ويخلصكِ من همومه ومشاكله. فرحت الزوجة جدًا وقالت له: لو طلبت عينيّ سوف أُعطيها لك مُقابل ذلك العمل؟ ولكن ما الذي طلبه منها ذلك الشيخ المُسن الحكيم ؟؟
من شروط ذلك النوع من الأعمال للأزواج أن تحضر الزوجة (شعرة من رأس أسد) فأستغربت الزوجة جدًا. إذ قال لها الرجل الحكيم:"يجب أن تجلبي هذه الشعرة لكي يتحقق مبتغاكِ ولن ينفع أن يُحضرها لكِ أي شخص غيركِ ولا تحاولي أن تشتريها". فماذا فعلت الزوجة؟ قالت الموضوع مسألة حياة أو موت. وأخذت تسأل عن غابة بها أسود، ثم راحت تسأل الناس هناك عن كيفية ترويض الأسود. فقالوا لها: أنَّ الأسد لا بُدّ له من أن يأكل لحمًا طازجًا عدة مرات وهذا يتطلب أيامًا طويلة حتي يأخذ عليكِ وتروضيه ولا يهاجمكِ. فأقترضت الزوجة مبلغًا من المال وأخذت تذهب للغابة مرات عديدة وتلقي باللحم للأسد هناك حتّى إستأنس لها فأخذت منه الشعرة بعد عدة شهور وذهبت إلى ذلك الحكيم وقالت له مُبتهجة: يا عم...لقد حصلت لك على الشعرة. أين العمل هل أحضرته؟ فنهض الحكيم ليوبخها توبيخًا شديدًا وأعطاها درسًا شاقًا وطويلاً وقال لها:"أيتها الزوجة المسكينة، لقد إستطعتي أن ترّوضي أسد الغابة، وصبرتي شهورًا طوالاً حتي إستطعتي الحصول منه علي ما تُريدين، لكنكِ غير قادرة أن تروضي رجلاً. أ أنتِ مجنونة أم متحججة؟ أيهُما أخطر وأشد فتكًا زوجك أم الأسد؟!".
رجعت الزوجة إلى بيتها واستطاعت أن تضع زوجها في جيبها بالأخلاق والمعاملة الحسنة والطيبة والصبر على المشاكل والمنغصات بالحوار البناء، وتحملت طبعه وعرفت نفسها جيدًا.
الحكمة: الحياة الزوجية ليست طريقًا مفروشًا بالورود؛ إنّما هي كالزهرة لا تخلو من الأشواك، وكالسماء لاتخلو من الغيوم؛ لذا أدعو كل المتزوجين إلى لقاء مُصارحة ومكاشفة (لقاء شهري) في مطعم متنزه، نادي، حديقة، يراجعان فيه شريط حياتهما الزوجية وليقفا عند مواطن الضعف.
لقاءٌ من شأنه أن يغنيهما وسيتعلمان بواسطته معنى القبول والتقبل والعيش المشترك بلغة حوار شفافة[/color].