خبرتي الحُبّ والقبول مع يسوع
من كتاب تأمُّلات من حياة كاهن للأب يوسف جزراوي- ط2 كركوك 2009
[color:48e5=red[size=18:9fa4]]الموضوع قديم كقدم الإنسان، لكنه مُفيد وغني ، لذا حبرته وجعلته ضمن صفحات هذا الكتاب.
أومن ان الناس كلهم وبلا استثناء وفي جميع العصور يصبون إلى ان يُحبوا وان يُحَبوا. . وإنساننا منذ أقدم الأزمنة عرفناه بحاجة إلى الآخر ليسير معه في الطريق، لأن ليل الحياة دامس وطرقه وعرة، فكان الإنسان بحالة جوع دائم ليد تقوده بُحبّ في هذا الطريق. وإلهنا الصائر إنسانا مثلنا ( المتأنسن)، وحده هو الذي يدلنا على درب الحُبّ والنمو فيه في هذا الوجود الجميل. وما هو ملفتٌ للنظر في حياة يسوع المسيح، إنه قبّلَ الآخَرين على ما هم عليه وغيرّهم نحو الأفضل، لأنه أحبهم. ورسالته لم ينشرها بالأقوال وحسب، إنما اتّمها بأفعال حب؛ لذا نراه يموت حبًا من أجل الإنسان على خشبة الصليب؛ فعملّنا أن الحُبّ موقف وقبول ورسالة تجاه الآخَرين.
لولا الحُبّ لأنطفأت الشمس، ولعاش الكون في برودة لا توصف. الحُبّ هو الجانب الاسمى والاعظم في الحياة. الحُبّ يجعلنا أن ننظر بعيون الطفل البريئة للحياة وللآخَرين.
المسيحيّة ليست ديانة كتاب وحسب، بقدر ما هي ديانة حياة. حياة إله تجسد بين البشر صائرًا انسانًا؛ إنسانًا اقتبل الضّال، وعاشر الخطاة وعاش فيما بينهم ، تألم لألمهم، وفرحَ لفرحهم. إنه خبرة إنسان آمن بالإنسان، فاحتواه وقبله وغيره وقاده للسير في طريق الله؛ فعلّمنا أنّ الإنسان يصير إنسانًا، متى ما ألتقى بأُناس يحبونه ويتقبلونه ؛ فيتمكن بواسطتهم من الإنفتاح على الذات والآخَر والإنفتاح على الله، فينمو بإنسانيته. بفضل حبّ الآخَرين ومرافقتهم؛ هناك أشخاص تغيرّت حياتهم، لأنهم اكتشفوا قيمتهم ومكانتهم في نظر الله والآخَرين وفي نظر ذاتهم؛ فاخذوا ينظرون إلى أنفسهم نظرة مُغايرة عما سبق. نظرة ملؤها الثقة والفرح.
ختامًا: إن الإنسان بفضل خبرتي الحُبّ والقبول، سيحلق عاليا كالنسر، وستكون عيناه منفتحتين ثاقبتيين، وسيكون بوسعه أن يرى بصورة أشمل وسيقرأ حاجة الآخر بشكل أفضل. ووحده من يري جيدًا يتمكن من بناء ذاته والآخَرين بحكمة. [/size]